شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ٢٦٩
الأصل:
منها:
فإنه والله الجد لا اللعب، والحق لا الكذب، وما هو إلا الموت أسمع داعيه، وأعجل حاديه.
فلا يغرنك سواد الناس من نفسك، وقد رأيت من كان قبلك ممن جمع المال وحذر الإقلال، وأمن العواقب، طول أمل واستبعاد أجل، كيف نزل به الموت فأزعجه عن وطنه، وأخذه من مأمنه، محمولا على أعواد المنايا، يتعاطى به الرجال الرجال، حملا على المناكب، وإمساكا بالأنامل.
أما رأيتم الذين يأملون بعيدا، ويبنون مشيدا، ويجمعون كثيرا! كيف أصبحت بيوتهم قبورا، وما جمعوا بورا، وصارت أموالهم للوارثين، وأزواجهم لقوم آخرين، لا في حسنة يزيدون، ولا من سيئة يستعتبون.
فمن أشعر التقوى قلبه، برز مهله وفاز عمله، فاهتبلوا هبلها، واعملوا للجنة عملها، فإن الدنيا لم تخلق لكم دار مقام، بل خلقت لكم مجازا، لتزودوا منها الأعمال إلى دار القرار.
فكونوا منها على أوفاز، وقربوا الظهور للزيال.
* * * الشرح:
قوله عليه السلام: " فإنه والله الجد "، الضمير للامر والشأن الذي خاض معهم في ذكره ووعظهم بنزوله. ثم أوضحه بعد إجماله، فقال: إنه الموت الذي دعا فأسمع، وحدا فأعجل.
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303