وإن شاءوا فليكثروا] (1) فسار. (2) عمار في اثنى عشر فارسا حتى إذا كانوا بالمنصف سار عمرو بن العاص في اثنى عشر فارسا حتى اختلفت أعناق الخيل (2)، خيل عمار وخيل عمرو، ونزل القوم واحتبوا بحمائل سيوفهم، فتشهد عمرو بن العاص، فقال له عمار: اسكت، فلقد تركتها وأنا أحق بها منك، فإن شئت كانت خصومة فيدفع حقنا باطلك، وإن شئت كانت خطبة، فنحن أعلم بفصل الخطاب منك، وإن شئت أخبرتك بكلمة تفصل بيننا وبينك، وتكفرك قبل القيام، وتشهد بها على نفسك ولا تستطيع أن تكذبني فيها. فقال عمرو: يا أبا اليقظان، ليس لهذا جئت إنما جئت، لأني رأيتك أطوع أهل هذا العسكر فيهم. أذكرك الله إلا كففت سلاحهم، وحقنت دماءهم وحرصت (3) على ذلك، فعلام تقاتلوننا! أو لسنا نعبد إلها واحدا، ونصلي إلى قبلتكم وندعو دعوتكم، ونقرأ كتابكم، ونؤمن نبيكم! قال عمار: الحمد لله الذي أخرجها من فيك، إنها لي ولأصحابي: القبلة والدين وعبادة الرحمن، والنبي، والكتاب من دونك ودون أصحابك. الحمد لله الذي قررك لنا بذلك، وجعلك ضالا مضلا أعمى، وسأخبرك على ما أقاتلك عليه وأصحابك، إن رسول الله صلى الله عليه أمرني أن أقاتل الناكثين، فقد فعلت، وأمرني أن أقاتل القاسطين وأنتم هم، وأما المارقون فلا أدرى أدركهم أولا أيها الأبتر، ألست تعلم أن رسول الله صلى الله عليه قال: " من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه! "، فأنا مولى الله ورسوله وعلى مولاي بعدهما. قال عمرو: لم تشتمني يا أبا اليقظان ولست أشتمك قال عمار: وبم تشتمني؟ أتستطيع أن تقول: إني عصيت الله ورسوله يوما قط! قال عمرو: إن فيك لمساب (4) سوى ذلك، قال عمار: إن الكريم من أكرمه
(٢١)