شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٨ - الصفحة ١٦
أكتافهم، وشعارهم: يا الله، يا الله! يا أحد يا صمد! يا رب محمد! يا رحمن يا رحيم!
وكانت علامة أهل الشام خرقا صفرا، قد جعلوها على رؤوسهم وأكتافهم، وشعارهم:
* نحن عباد الله حقا حقا * يا لثارات عثمان!
قال نصر: فاجتلدوا بالسيوف وعمد الحديد، فلم يتحاجزوا حتى حجز بينهم الليل، وما يرى رجل من هؤلاء ومن هؤلاء موليا (1).
قال نصر: حدثنا عمر بن سعد (2)، قال: كانوا عربا يعرف بعضهم بعضا في الجاهلية، وإنهم لحديثو عهد بها، فالتقوا في الاسلام، وفيهم بقايا تلك الحمية وعند بعضهم بصيرة الدين والاسلام، فتضاربوا واستحيوا من الفرار، حتى كادت الحرب تبيدهم، وكانوا إذا تحاجزوا دخل هؤلاء عسكر هؤلاء، فيستخرجون قتلاهم فيدفنونهم (3).
قال نصر: فحدثنا عمر بن سعد، قال فبينا علي عليه السلام واقفا بين جماعة من همدان وحمير وغيرهم من أفناء (4) قحطان، إذ نادى رجل من أهل الشام: من دل على أبى نوح الحميري؟ فقيل له: قد وجدته، فما ذا تريد؟ قال: فحسر عن لثامه، فإذا هو ذو الكلاع الحميري، ومعه جماعة من أهله ورهطه، فقال لأبي نوح: سر معي، قال:
إلى أين؟ قال: إلى أن نخرج عن الصف، قال: وما شأنك، قال: إن لي إليك لحاجة، فقال أبو نوح:
معاذ الله أن أسير إليك إلا في كتيبة، قال ذو الكلاع: بلى فسر فلك ذمة الله وذمة رسوله

(1) 274 - 276.
(2) في صفين: " نصر، عمر، حدثني صديق أبي عن الإفريقي بن أنعم قال ".
(3) الخبر في صفين 377 موصول بما بعده، وهناك كلمة: " فيد فنونهم ": فلما أصبحوا - وذلك يوم الثلاثاء - خرج الناس إلى مصافهم، فقال أبو نوح: فكنت في الخيل يوم صفين، في خيل عليه عليه السلام، وهو واقف بين جماعة من همدان وحمير وغيرهم من أفناء قحطان... ".
(4) أفناء الناس: أخلاطهم.
(١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 124 - من كلام له عليه السلام في حث أصحابه على القتال 3
2 عود إلى أخبار صفين 9
3 125 - من كلام له عليه السلام في الخوارج لما أنكروا تحكيم الرجال، ويذم فيه أصحابه في التحكيم 103
4 126 - من كلام له عليه السلام لما عوتب على التسوية في العطاء وتصبيره الناس أسوة في العطاء من غير تفضيل أولى السابقات والشرف 109
5 127 - من كلام له عليه السلام في الاحتجاج على الخوارج والنهى عن الفرقة 112
6 مذهب الخوارج في تكفير أهل الكبائر 113
7 فصل في ذكر الغلاة من الشيعة والنصيرية وغيرهم 119
8 128 - من كلام له عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة 125
9 أخبار صاحب الزنج وفتنته وما انتحله من عقائد 126
10 فصل في ذكر جنكز خان وفتنة التتر 218
11 129 - من خطبة له في ذكر المكاييل والموازين 244
12 نبذ من أقول الصالحين والحكماء 246
13 130 - من كلام له عليه السلام لأبي ذر رحمة الله لما أخرج إلى الربذة 252
14 131 - من كلامه له عليه السلام في حال نفسه وأوصاف الإمام 263
15 132 - من خطبة له في تمجيد الله سبحانه 268
16 133 - من خطبة له عليه السلام في صفة القرآن وصفة النبي وأوصاف الدنيا 272
17 فصل في الجناس وذكر أنواعه 276
18 134 - ومن كلام له عليه السلام وقد شاوره عمر بن الخطاب في الخروج 296
19 غزوة فلسطين وفتح بيت المقدس 298
20 135 - ومن كلام له عليه السلام وقد وقع بينه وبين عثمان مشاجرة 301
21 فصل في نسب ثقيف وطرف من أخبارهم 303