له رجل من أصحابه من بكر بن وائل أقدم هاشم! يكررها. ثم قال: مالك [يا هاشم] (1)! قد انتفخ سحرك! أعورا وجبنا! قال: من هذا؟ قالوا: فلان، قال: أهلها وخير منها، إذا رأيتني قد صرعت فخذها ثم قال لأصحابه: شدوا شسوع نعالكم، وشدوا أزركم، فإذا رأيتموني قد هززت الراية ثلاثا، فاعلموا أن أحدا منكم لا يسبقني إلى الحملة (2). ثم نظر إلى عسكر معاوية، فرأى جمعا عظيما، فقال: من أولئك؟ قيل: أصحاب ذي الكلاع، ثم نظر فرأى جندا، فقال من أولئك؟ قيل: قريش وقوم من أهل المدينة فقال: قومي، لا حاجه لي في قتالهم، من عند هذه القبة البيضاء؟ قيل: معاوية وجنده، قال: فإني أرى دونهم أسودة (3)، قيل: [ذاك] (1) عمرو بن العاص وابناه ومواليه، فأخذ الراية فهزها، فقال رجل من أصحابه: البث (4) قليلا ولا تعجل، فقال هاشم:
قد أكثرا لومي وما أقلا (5) * إني شريت النفس لن أعتلا أعور يبغي أهله محلا * قد عالج الحياة حتى ملا لا بد أن يفل أو يفلا (6) * أشلهم بذي الكعوب شلا (7)