شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٠٥
وجعل يحثني على مؤازرته ومكانفته، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: (أفلا تصلى أنت معنا يا عم!) فقال: لا أفعل يا بن أخي، لا تعلوني إستي. ثم انصرف.
وروى جعفر بن الأحمر، عن مسلم الأعور، عن حبة العرني، قال: قال علي عليه السلام: من أحبني كان معي، أما إنك لو صمت الدهر كله، وقمت الليل كله، ثم قتلت بين الصفا والمروة - أو قال بين الركن والمقام - لما بعثك الله إلا مع هواك بالغا ما بلغ، إن في جنة ففي جنة، وإن في نار ففي نار.
وروى جابر الجعفي، عن علي عليه السلام أنه قال: من أحبنا أهل البيت فليستعد عدة للبلاء.
وروى أبو الأحوص، عن أبي حيان عن علي عليه السلام: يهلك في رجلان، محب غال، ومبغض قال.
وروى حماد بن صالح، عن أيوب، عن كهمس، أن عليا عليه السلام قال: يهلك في ثلاثة: اللاعن والمستمع المقر، وحامل الوزر، وهو الملك المترف، الذي يتقرب إليه بلعنتي، ويبرأ عنده من ديني، وينتقص عنده حسبي، وإنما حسبي حسب رسول الله صلى الله عليه وآله، وديني دينه. وينجو في ثلاثة: من أحبني، ومن أحب محبي، ومن عادى عدوى، فمن أشرب قلبه بغضي أو ألب على بغضي، أو انتقصني، فليعلم أن الله عدوه وخصمه (1)؟
والله عدو للكافرين.
وروى محمد بن الصلت، عن محمد بن الحنفية، قال: من أحبنا نفعه الله بحبنا، ولو كان أسيرا بالديلم.
وروى أبو صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن علي عليه السلام، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن فيك لشبها من عيسى بن مريم، أحبته النصارى حتى أنزلته بالمنزلة التي ليست له، وأبغضته اليهود حتى بهتت أمه).

(1) ج: (و جبريل خصمه).
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232