قال لنا يوما: لقد رأيت الليلة رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام، فشكوت إليه ما لقيت حتى بكيت، فقال لي: انظر، فنظرت فإذا جلاميد، وإذا رجلان مصفدان - قال الأعمش: هما معاوية وعمرو بن العاص - قال: فجعلت أرضخ رؤوسهما ثم تعود، ثم أرضخ ثم تعود، حتى انتبهت.
وروى نحو هذا الحديث عمرو بن مرة، عن أبي عبد الله بن سلمة عن علي عليه السلام، قال: رأيت الليلة رسول الله صلى الله عليه وآله، فشكوت إليه، فقال: هذه جهنم، فانظر من فيها، فإذا معاوية وعمرو بن العاص معلقين بأرجلهما منكسين، ترضخ رؤوسهما بالحجارة - أو قال: تشدخ.
وروى قيس بن الربيع، عن يحيى بن هانئ المرادي، عن رجل من قومه يقال له رياد ابن فلان، قال: كنا في بيت مع علي عليه السلام نحن شيعته (1) وخواصه، فالتفت فلم ينكر منا أحدا، فقال: إن هؤلاء القوم سيظهرون عليكم فيقطعون أيديكم ويسملون أعينكم، فقال رجل منا: وأنت حي يا أمير المؤمنين؟ قال: أعاذني الله من ذلك، فالتفت فإذا واحد يبكى، فقال له: يا بن الحمقاء، أتريد اللذات في الدنيا والدرجات في الآخرة! إنما وعد الله الصابرين.
وروى زرارة بن أعين عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام، قال: كان علي عليه السلام إذا صلى الفجر لم يزل معقبا إلى أن تطلع الشمس، فإذا طلعت اجتمع إليه الفقراء والمساكين وغيرهم من الناس، فيعلمهم الفقه والقرآن، وكان له وقت يقوم فيه من مجلسه ذلك، فقام يوما فمر برجل، فرماه بكلمة هجر - قال: لم يسمه محمد بن علي عليه السلام - فرجع عوده على بدئه حتى صعد المنبر، وأمر فنودي: الصلاة جامعة! فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على نبيه ثم قال: أيها الناس، إنه ليس شئ أحب إلى الله ولا أعم نفعا من