يكونون نياما في فرشهم، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة أي في وقت القيلولة لأن الانسان قد يضع ثيابه في تلك الحال مع أهله، ومن بعد صلاة العشاء لأنه وقت النوم فيؤمر الخدم والأطفال أن لا يهجموا على أهل البيت في هذه الأحوال لما يخشى من أن يكون الرجل على أهله أو نحو ذلك من الأعمال * ولهذا قال * (ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن *) أي إذا دخلوا في حال غيره هذه الأحوال فلا جناح عليكم في تمكينكم إياهم ولا عليهم إن رأوا شيئا من غير تلك الأحوال لأنه قد أذن لهم في الهجوم ولأنهم طوافون عليكم أي في الخدمة وغير ذلك انتهى كلامه.
ورواية عكرمة عن ابن عباس المذكورة أخرجها ابن أبي حاتم أيضا وهذا لفظه حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا ابن وهب أخبرنا سليمان بن بلال عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس أي رجلين سألاه عن الاستئذان في ثلاث عورات التي أمر الله بها في القرآن فقال ابن عباس إن الله ستير يحب الستر كان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم ولا حجال في بيوتهم فربما فاجأ الرجل خادمه أو ولده أو يتيمه في حجره وهو على أهله فأمرهم الله أن يستأذنوا في تلك العورات التي سمى الله ثم جاء الله بعد بالستور فبسط الله عليهم الرزق فاتخذوا الستور واتخذوا الحجال فرأى الناس أن ذلك قد كفاهم من الاستئذان الذي أمروا به انتهى. قال ابن كثير وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس انتهى.
(قال أبو داود) هذه العبارة إلى قوله يفسد هذا الحديث لم توجد في أكثر النسخ (حديث عبيد الله) بن أبي يزيد الذي تقدم ونص على الاستئذان (و) كذا حديث (عطاء) عن ابن عباس الذي تقدم أيضا (يفسد) بالدال المهملة من الافساد أي يضعف (هذا الحديث) أي حديث عكرمة عن ابن عباس وكذا ضعفه المنذري أيضا كما سيجئ.
ووقع في بعض النسخ يفسر هذا الحديث من التفسير آخره راء مهملة ولا يظهر معناه والله أعلم. والجمع بين الروايتين لابن عباس ممكن بحيث أن الإذن إذا لم يكن في البيت حجاب وستر وعدم الإذن إذا يكون في البيت حجاب وستر والله أعلم. قال الحافظ المنذري: قال بعضهم هذا لا يصح عن ابن عباس هذا آخر كلامه. وليس فيه ما يدل على أن عكرمة سمعه من ابن عباس. وفي إسناده عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب وهو وإن كان البخاري ومسلم احتجا به فقد قال ابن معين لا يحتج بحديثه، وقال مرة ليس بالقوي وليس بحجة. وقال مرة مالك يروي عن عمرو بن أبي عمرو وكان يضعف انتهى.
وقال الحافظ في الهدى الساري مقدمة فتح الباري: عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب