بسم الله الرحمن الرحيم (وبه نستعين وما توفيقي الا بالله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم) (أنبأنا (1)) الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد الحافظ إملاء في يوم الاثنين السابع من المحرم سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة.
(الحمد لله) العزيز القهار. الصمد الجبار. العالم بالاسرار. الذي اصطفى سيد البشر محمد بن عبد الله بنبوته ورسالته. وحذر جميع خلقه مخالفته. فقال عز من قائل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما. وصلوات الله عليه وآله أجمعين.
(اما بعد) فان الله تعالى ذكره أنعم على هذه الأمة باصطفائه بصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أخيار خلقه في عصره. وهم الصحابة النجباء. البررة الأتقياء. لزموه في الشدة والرخاء. حتى حفظوا عنه ما شرع لامته بأمر الله تعالى ذكره ثم نقلوه إلى اتباعهم ثم كذلك عصرا بعد عصر إلى عصرنا هذا وهو هذه الأسانيد المنقولة الينا بنقل العدل عن العدل وهي كرامة من الله لهذه الأمة خصهم بها دون سائر الأمم ثم قيض الله لكل عصر جماعة من علماء الدين. وأئمة المسلمين. يزكون رواة الاخبار ونقلة الآثار ليذبوا به الكذب عن وحي الملك الجبار. فمن هؤلاء الأئمة.
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل الجعفي وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري رضي الله عنهما صنفا في صحيح الاخبار كتابين مهذبين انتشر ذكرهما في الأقطار. ولم يحكما ولا واحد منهما انه لم يصح من الحديث غير ما أخرجه وقد نبغ في عصرنا هذا جماعة من المبتدعة يشمتون برواة الآثار. بان جميع ما يصح عندكم من الحديث لا يبلغ عشرة آلاف حديث وهذه الأسانيد المجموعة المشتملة على الف جزء أو أقل أو أكثر منه كلها سقيمة غير صحيحة.
(وقد) سألني جماعة من أعيان أهل العلم بهذه المدينة وغيرها ان اجمع كتابا يشتمل على الأحاديث