بأمتك فأقول يا رب عجل حسابهم فيدعى بهم فيحاسبون فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي فما أزال اشفع حتى أعطى صكاكا برجال قد بعث بهم إلى النار وآتى مالكا خازن النار فيقول يا محمد ما تركت للنار لغضب ربك في أمتك من بقية * هذا حديث صحيح الاسناد غير أن الشيخين لم يحتجا بمحمد بن ثابت البناني وهو قليل الحديث يجمع حديثه والحديث غريب في اخبار الشفاعة ولم يخرجاه * (حدثنا) أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني ثنا بشر بن بكر حدثني ابن جابر قال سمعت سليم بن عامر يقول سمعت عوف بن مالك الأشجعي يقول نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله منزلا فاستيقظت من الليل فإذا لا أرى شيئا أطول من مؤخرة رحلي قد لصق كل انسان وبعيره بالأرض فقمت أتخلل الناس حتى وقعت (1) إلى مضجع رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا هو ليس فيه فوضعت يدي على الفراش بارد فخرجت أتخلل الناس وأقول انا لله وانا إليه راجعون ذهب برسول الله صلى الله عليه وآله حتى خرجت من العسكر كله فنظرت سوادا فمضيت فرميت بحجر فمضيت إلى السواد فإذا معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح وإذا بين أيدينا صوت كدوي الرحى أو كصوت الهضباء حين يصيبها الريح فقال بعضنا لبعض يا قوم اثبتوا حتى تصبحوا أو يأتيكم رسول الله صلى الله عليه وآله فلبثنا ما شاء الله ثم نادى ثم معاذ بن جبل وأبو عبيدة وعوف بن مالك فقلنا نعم فاقبل الينا فخرجنا لا نسأله عن شئ ولا يخبرنا حتى قعد على فراشه فقال أتدري (1) ما خيرني ربى الليلة فقلنا الله ورسوله اعلم قال فإنه خيرني بين ان يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة فقلنا يا رسول الله ادع الله ان يجعلنا من أهلها قال هي لكل مسلم * هذا حديث صحيح على شرط مسلم فقد احتج بسليم بن عامر * واما سائر رواته فمتفق عليهم ولم يخرجاه *
(٦٦)