إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير أنه قال قال عوف بن مالك الأشجعي ان رسول الله صلى الله عليه وآله نظر إلى السماء يوما فقال هذا أوان يرفع العلم فقال له رجل من الأنصار يقال له ابن لبيد يا رسول الله كيف يرفع العلم وقد أثبت في الكتاب ووعته القلوب فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ان كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من كتاب الله قال فلقيت شداد بن أوس فحدثته بحديث عوف بن مالك فقال صدق عوف الا أخبرك بأول ذلك يرفع قلت بلى قال الخشوع حتى لا ترى خاشعا * هذا صحيح وقد احتج الشيخان بجميع رواته والشاهد لذلك فيه شداد بن أوس فقد سمع جبير بن نفير الحديث منهما جميعا ومن ثالث من الصحابة وهو أبو الدرداء * (حدثنا) أبو إسحاق إبراهيم ان إسماعيل القارى (و) أبو الحسن أحمد بن محمد العنبري قالا ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير عن أبي الدرداء قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فشخص ببصره إلى السماء ثم قال هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شئ قال فقال زياد بن لبيد الأنصاري يا رسول الله وكيف يختلس منا وقد قرأنا القرآن فوالله لنقرأنه ولنقرئنه نساءنا وأبناءنا فقال ثكلتك أمك يا زياد انى كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة هذا التوراة والإنجيل عند اليهود والنصارى فماذا يغنى عنهم قال جبير فلقيت عبادة بن الصامت فقلت له الا تسمع ما يقول أخوك أبو الدرداء وأخبرته بالذي قال قال صدق أبو الدرداء إن شئت لأحدثك بأول علم يرفع من الناس الخشوع يوشك ان تدخل مسجد الجماعة فلا ترى فيه رجلا خاشعا * هذا اسناد صحيح من حديث البصريين * (وفيه شاهد) رابع على صحة الحديث وهو عبادة بن الصامت ولعل متوهما ان جبير بن نفير رواه مرة عن عوف ابن مالك الأشجعي ومرة عن أبي الدرداء فيصير به الحديث معلولا وليس كذلك فان رواة الاسنادين جميعا ثقات وجبير بن نفير الحضرمي من أكابر تابعي الشام فإذا صح الحديث عنه الاسنادين جميعا فقد ظهر انه سمعه من الصحابيين جميعا والدليل الواضح على ما ذكرته ان الحديث قد روى باسناد صحيح عن زياد بن لبيد الأنصاري الذي ذكر مراجعته
(٩٩)