ثم قال:
ألا إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة [قد ارتحلت مقبلة] ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا.
ألا وإن الزاهدين في الدنيا اتخذوا الأرض بساطا، والتراب فراشا، والماء طيبا.
ألا من اشتاق إلى الآخرة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات، ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات.
ألا إن لله عبادا كمن رآى أهل الجنة في الجنة مخلدين، وأهل النار في النار معذبين، شرورهم مأمونة وقلوبهم محزونة وأنفسهم عفيفة وحوائجهم خفيفة، صبروا أيام العقبى (1)