بإناء لها يربض (1) الرهط، فحلب فيه ثجا (2) حتى غلبه الثمال (3)، فسقاها فشربت حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، وشرب صلى الله عليه وسلم آخرهم وقال: (ساقي القوم آخرهم). فشربوا جميعا عللا بعد نهل (4) حتى أراضوا (5)، ثم حلب فيه ثانيا عودا على بدء فغادره عندها ثم ارتحلوا عنها... الحديث. وأصبح صوت بمكة عاليا بين السماء والأرض يسمعونه ولا يرون من يقول وهو يقول:
جزى الله رب الناس خير جزائه * رفيقين حلا خيمتي أم معبد هما نزلا بالبر وارتحلا به * فأفلح من أمسى رفيق محمد فيا لقصي ما زوى الله عنكم * به من فعال لا يجازى وسؤدد سلوا أختكم عن شاتها وإنائها * فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد دعاها بشاة حائل فتحلبت * له بصريح ضرة الشاة مزبد (6) فغادره رهنا لديها لحالب * تدر بها في مصدر ثم مورد (7) 12 - أخرج ابن الأثير في أسد الغابة (8) عن أبي ذؤيب الهذلي الشاعر أنه سمع ليلة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم هاتفا يقول:
خطب أجل أناخ بالإسلام * بين النخيل ومعقد الأطام (9)