(اهجوا بالشعر، إن المؤمن يجاهد بنفسه وماله، والذي نفس محمد بيده كأنما تنضحونهم بالنبل). وفي لفظ آخر: (فكأن ما ترمونهم به نضح النبل). وفي ثالث:
(والذي نفس محمد بيده فكأنما تنضحونهم بالنبل فيما تقولون لهم من الشعر. (1) وكان صلى الله عليه وسلم يثور شعراءه إلى الجدال بنبال النظم وحسام القريض، ويحرضهم إلى الحماسة في مجابهة الكفار في قولهم المضاد لمبدئه القدسي، ويبث فيهم روحا دينيا قويا، ويؤكد فيهم حمية تجاه الحمية الجاهلية، وكان يوجد فيهم هياجا ونشاطا في النشر والدعاية، وشوقا مؤكدا إلى الدفاع عن حامية الإسلام المقدس، ورغبة في المجاهدة بالنظم بمثل قوله صلى الله عليه وسلم للشاعر:
(أهج المشركين، فإن روح القدس معك ما هاجيتهم (2).
وقوله: (اهجهم، فإن جبريل معك (3).
قال البراء بن عازب: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: إن أبا سفيان بن الحارث ابن عبد المطلب يهجوك، فقال عبد الله بن رواحة: يا رسول الله! ائذن لي فيه، فقال: (أنت الذي تقول: ثبت الله؟) قال: نعم، قلت يا رسول الله!:
فثبت الله ما أعطاك من حسن * تثبيت موسى ونصرا مثل ما نصروا قال صلى الله عليه وسلم: (وأنت يفعل الله بك خيرا مثل ذلك). قال: ثم وثب كعب فقال:
يا رسول الله! ائذن لي فيه، قال: (أنت الذي تقول: همت؟) قال: نعم، قلت يا رسول الله!:
همت سخينة أن تغالب ربها * فليغلبن مغالب الغلاب قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله لم ينس ذلك لك). قال: ثم قام حسان فقال: يا رسول