[12829] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن بسطام بن مرة، عن إسحاق بن حسان، عن هيثم بن واقد، عن علي بن الحسن العبدي، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري انه سئل: ما قولك في هذا السمك الذي يزعم إخواننا من أهل الكوفة أنه حرام؟ فقال أبو سعيد: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:
الكوفة جمجمة العرب ورمح الله تبارك وتعالى وكنز الإيمان فخذ عنهم، أخبرك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكث بمكة يوما وليلة يطوي ثم خرج وخرجت معه فمررنا برفقة جلوس يتغدون فقالوا: يا رسول الله الغداء، فقال لهم: نعم أفرجوا لنبيكم فجلس بين رجلين وجلست وتناول رغيفا فصدع بنصفه ثم نظر إلى أدمهم فقال: ما أدمكم هذا؟ فقالوا: الجريث يا رسول الله فرمى بالكسرة من يده وقام، قال أبو سعيد:
وتخلفت بعده لأنظر ما رأى الناس فاختلف الناس فيما بينهم فقالت طائفة: حرم رسول الله الجريث وقالت طائفة: لم يحرمه ولكن عافه فلو كان حرمه لنهانا عن أكله، قال: فحفظت مقالتهم وتبعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جوادا حتى لحقته ثم غشينا رفقة اخرى يتغدون فقالوا: يا رسول الله الغداء، فقال: نعم أفرجوا لنبيكم فجلس بين رجلين وجلست معه فلما أن تناول كسرة نظر إلى أدم القوم فقال: ما أدمكم هذا؟
قالوا: ضب يا رسول الله فرمى الكسرة وقام، قال أبو سعيد: فتخلفت بعد فإذا الناس فرقتان: فقالت فرقة: حرمه رسول الله فمن هناك لم يأكله وقالت فرقة اخرى:
إنما عافه ولو حرمه لنهانا عن أكله ثم تبعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى لحقته فمررنا بأصل الصفا وبها قدور تغلي فقالوا: يا رسول الله لو عرجت علينا حتى تدرك قدورنا، فقال لهم: وما في قدوركم؟ فقالوا: حمر لنا كنا نركبها فقامت فذبحناها فدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من القدور فأكفأها برجله ثم انطلق جوادا وتخلفت بعده فقال بعضهم: حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لحم الحمير وقال بعضهم: كلا إنما أفرغ قدوركم حتى لا تعودوا فتذبحوا دوابكم، قال أبو سعيد: فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلي فلما جئته قال: