القردة والخنازير وغير ذلك مما أوقع عليه اسم المسوخية فهي مثلها لا يحل أكلها والانتفاع بها، قال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن والله ما يوجد العلم الصحيح إلا عند أهل هذا البيت وإليك انتهى علوم آبائك فجزاك الله عن الإسلام وأهله خيرا، قال الحسن بن جهم: فلما قام الرضا (عليه السلام) تبعته فانصرف إلى منزله فدخلت عليه وقلت له: يا ابن رسول الله الحمد لله الذي وهب لك من جميل رأي أمير المؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لك وقبوله لقولك، فقال (عليه السلام):
يا ابن الجهم لا يغرنك ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع مني فإنه سيقتلني بالسم وهو ظالم لي أعرف ذلك بعهد معهود إلي من آبائي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاكتم هذا علي ما دمت حيا، قال الحسن بن الجهم: فما حدثت أحدا بهذا الحديث إلى أن مضى الرضا (عليه السلام) بطوس مقتولا بالسم ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائي في القبة التي فيها قبر هارون إلى جانبه (1).
[12834] 9 - الصدوق، عن الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، عن محمد بن عبد الله البزاز، عن أحمد بن محمد بن إبراهيم العطار، عن أبي الربيع سليمان بن داود، عن فرج ابن فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن الحنفية، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا عملت أمتي خمسة عشر خصلة حل بها البلاء، قيل:
يا رسول الله وما هي؟ قال: إذا كانت المغانم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه وكان زعيم القوم أرذلهم والقوم أكرمه مخافة شره وارتفعت الأصوات في المساجد ولبسوا الحرير واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقب عند ذلك ثلاثة: الريح الحمراء أو الخسف أو المسخ (2).