موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) - الشيخ هادي النجفي - ج ١٠ - الصفحة ٢٣٧
الحسنة التي يسلم بها من شر عباد الله ومن الزيادة في آثام أعداء الله وكفرهم بأن تداريهم ولا تغريهم بأذاك وأذى المؤمنين، وبالمعرفة بحقوق الإخوان من المؤمنين، فإنه ما من عبد ولا أمة والى محمد وآل محمد وأصحاب محمد وعادى من عاداهم إلا كان قد اتخذ من عذاب الله حصنا منيعا وجنة حصينة، وما من عبد ولا أمة دارى عباد الله بأحسن المداراة فلم يدخل بها في باطل ولم يخرج بها من حق إلا جعله الله عزوجل نفسه تسبيحا وزكى عمله وأعطاه بصيرة على كتمان سرنا واحتمال الغيظ لما يسمعه من أعدائنا ثواب المتشحط بدمه في سبيل الله، وما من عبد أخذ نفسه بحقوق إخوانه فوفاهم حقوقهم جهده وأعطاهم ممكنه ورضي عنهم بعفوهم وترك الاستقصاء عليهم فيما يكون من زللهم واغتفرها لهم إلا قال الله له يوم يلقاه: يا عبدي قضيت حقوق إخوانك ولم تستقص عليهم فيما لك عليهم فأنا أجود وأكرم وأولى بمثل ما فعلته من المسامحة والكرم فأنا لأقضينك اليوم على حق وعدتك به وأزيدك من فضلي الواسع ولا أستقصي عليك في تقصيرك في بعض حقوقي، قال: فيلحقهم بمحمد وآله وأصحابه ويجعله في خيار شيعتهم.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لبعض أصحابه ذات يوم: يا عبد الله أحب في الله وابغض في الله ووال في الله فإنه لا ينال ولاية الله إلا بذلك ولا يجد الرجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك، وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا عليها يتوادون وعليها يتباغضون وذلك لا يغني عنه من الله شيئا، فقال الرجل: يا رسول الله فكيف لي أن أعلم إني قد واليت وعاديت في الله ومن ولي الله حتى أواليه ومن عدوه حتى أعاديه؟ فأشار له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: هذا قال: بلى هذا ولي الله فواله وعدو هذا عدو الله فعاده، وال ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك وولدك (1).

(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب اللام 3
2 اللؤم 5
3 اللباس 12
4 اللبن 18
5 اللجاج 21
6 اللحية 25
7 اللذة 30
8 اللسان 42
9 اللعب 50
10 اللعن 53
11 اللغو 61
12 اللقاء 66
13 اللقطة 69
14 اللمم 73
15 اللهو 76
16 اللواط 83
17 اللون 86
18 ليس منا 89
19 ليلة القدر 94
20 اللين 101
21 باب الميم 107
22 المائدة 109
23 المال 113
24 المثل 119
25 المجالس 126
26 المجالسة 138
27 المجاملة 145
28 المجانسة 147
29 المجد 149
30 محاسبة النفس 152
31 المحال 156
32 المحروم 159
33 المحنة 164
34 المخالطة 169
35 المداراة 174
36 المداومة 180
37 المدح 183
38 المدينة المنورة 187
39 المراء 191
40 المرأة 197
41 المراقبة 203
42 المرض 207
43 المروة 213
44 المزاح 220
45 المسارعة 224
46 المسافرة 229
47 المساكن 231
48 المسامحة 236
49 مساوئ الأخلاق 239
50 المسخ 244
51 المسكر 252
52 المشاركة 256
53 المشاورة 260
54 المشقة 267
55 المشهد المقدس 269
56 المشي 276
57 المصاحبة 280
58 المصافحة 286
59 المصالحة 293
60 المصحف 295
61 مصحف فاطمة الزهراء سلام الله عليها 299
62 المصيبة 305
63 فضل المصائب وثوابها 305
64 ما يلزم على صاحب المصيبة 308
65 ما يلزم على الجيران لأهل المصيبة 310
66 المصيبة بالولد 311
67 المضاربة 315
68 المعاداة 318
69 المعاشرة 321
70 المعانقة 324
71 المعاهدة 329
72 المعروف 335
73 المعصية 346
74 المعيشة 358
75 المفاخرة 368
76 المغفرة 373
77 المكابرة 386
78 مكارم الأخلاق 390
79 المكاشفة 399
80 المكافاة 402
81 المكر 410
82 المكروه 416
83 مكة المكرمة 419