فاتهموه، واعلموا أنه غير ناصح لغيره.
(13) - معاني الأخبار: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام) في خطبته قام لها في بني إسرائيل: أصبحت فيكم وإدامي الجوع، وطعامي ما تنبت الأرض للوحوش والأنعام، وسراجي القمر، وفراشي التراب، ووسادتي الحجر، ليس لي بيت يخرب، ولامال يتلف، ولا ولد يموت، ولا امرأة تحزن، أصبحت وليس لي شئ، وأمسيت وليس لي شئ وأنا أغنى ولد آدم.
(14) - معاني الأخبار: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بينا عيسى بن مريم في سياحته إذ مر بقرية فوجد أهلها موتى في الطريق والدور، قال: فقال: إن هؤلاء ماتوا بسخطة، ولو ماتوا بغيرها تدافنوا، قال: فقال أصحابه: وددنا أنا عرفنا قصتهم، فقيل له: نادهم يا روح الله، قال: فقال: يا أهل القرية، قال: فأجابه مجيب منهم: لبيك يا روح الله، قال: ما حالكم؟ وما قصتكم؟
قال: أصبحنا في عافية وبتنا في الهاوية، قال: فقال: وما الهاوية؟ فقال: بحار من نار، فيها جبال من النار، قال: وما بلغ بكم ما أرى؟ قال: حب الدنيا وعبادة الطاغوت، قال: وما بلغ من حبكم الدنيا؟ قال: كحب الصبي لأمه، إذا أقبلت فرح وإذا أدبرت حزن، قال: وما بلغ من عبادتكم الطواغيت؟ قال: كانوا إذا أمرونا أطعناهم، قال: فكيف أنت أجبتني من بينهم؟ قال: لأنهم ملجمون بلجم من نار عليهم ملائكة غلاظ شداد، وإني كنت فيهم ولم أكن منهم، فلما أصابهم العذاب أصابني معهم، فأنا متعلق بشعرة على شفير جهنم، أخاف أن أكبكب في النار، قال:
فقال عيسى (عليه السلام) لأصحابه: إن النوم على المزابل وأكل خبز الشعير خير كثير مع سلامة الدين.
(15) - الاختصاص: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن عيسى بن مريم (عليه السلام) قال: داويت