(3) - [في حاشية البحار]: روى الثعلبي [في الفراش] انه نزل كتاب من السماء على داود (عليه السلام) مختوما بخاتم من ذهب فيه ثلاث عشرة مسألة، فأوحى الله إلى داود أن سل عنها ابنك سليمان فان أخبر بهن فهو الخليفة من بعدك قال: فدعا داود سبعين قسا وسبعين حبرا وأجلس سليمان بين أيديهم، فقال: أخبرني يا بني ما أقرب الأشياء؟ وما أبعد الأشياء؟ وما آنس الأشياء؟ وما أوحش الأشياء؟ وما أحسن الأشياء؟ وما أقبح الأشياء؟ وما أقل الأشياء؟ وما أكثر الأشياء؟ وما القائمان؟ وما المختلفان؟ وما المتباغضان؟ وما الأمر الذي إذا ركبه الرجل حمد آخره؟ والأمر الذي إذا ركبه الرجل ذم آخره؟
قال سليمان: أما أقرب الأشياء فالآخرة، وأما أبعد الأشياء فما فاتك من الدنيا، واما آنس الأشياء فجسد فيه روح ناطق، واما أوحش الأشياء فجسد بلا روح، واما أحسن الأشياء فالايمان بعد الكفر، واما أقبح الأشياء فالكفر بعد الايمان، وأما أقل الأشياء فاليقين، وأما أكثر الأشياء فالشك.
وأما القائمان فالسماء والأرض، واما المختلفان فالليل والنهار، واما المتباغضان فالموت والحياة، واما الأمر الذي إذا ركبه الرجل حمد آخره فالحلم على الغضب، واما الأمر الذي إذا ركبه الرجل ذم آخره فالحدة على الغضب. قال: ففك ذلك الخاتم فإذا هذه المسائل سواء على ما نزل من السماء، فقال القسيسون والأحبار: ما الشئ الذي إذا صلح صلح كل شئ من الإنسان وإذا فسد فسد كل شئ منه؟
فقال: القلب، فرضوا بخلافته.
(4) - قصص الأنبياء: عن الأصبغ قال: خرج سليمان بن داود (عليه السلام) من بيت المقدس مع ثلاثمائة ألف كرسي عن يمينه عليها الأنس، وثلاثمائة ألف كرسي عن يساره عليها الجن، وأمر الطير فأظلتهم، وأمر الريح فحملتهم حتى وردت بهم المدائن، ثم رجع وبات في إصطخر، ثم غدا فانتهى إلى جزيرة بركاوان ثم أمر الريح فخفضتهم حتى كادت أقدامهم يصيبها الماء، فقال بعضهم لبعض: هل رأيتم ملكا