إبليس اللعين فيقول: لأمر ما خلقت، فقال العالم (عليه السلام): فقال إبليس لئن أمرني الله بالسجود لهذا لعصيته، قال: ثم نفخ فيه فلما بلغت فيه الروح إلى دماغه عطس فقال: الحمد لله، فقال الله له: يرحمك الله، قال الصادق (عليه السلام): فسبقت له من الله الرحمة.
ثم قال الله تبارك وتعالى للملائكة: اسجدوا لادم فسجدوا له، فأخرج ما إبليس ما كان في قلبه من الحسد، فأبى أن يسجد فقال الله عز وجل: (ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك) فقال: (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) قال الصادق (عليه السلام):
فأول من قاس إبليس واستكبر، والاستكبار هو أول معصية عصي الله بها، قال: فقال إبليس: يا رب اعفني من السجود لآدم وأنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب ولا نبي مرسل، فقال الله: لا حاجة لي إلى عبادتك، إنما أريد أن أعبد من حيث أريد لا من حيث تريد، فأبى أن يسجد فقال الله تبارك وتعالى (اخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين).
قال إبليس: يا رب فكيف وأنت العدل الذي لا تجور فثواب عملي بطل؟ قال: لا ولكن سلني من أمر الدنيا ما شئت ثوابا لعملك أعطك، فأول ما سأل البقاء إلى يوم الدين، فقال الله: قد أعطيتك، قال: سلطني على ولد آدم، قال: سلطتك، قال:
أجرني فيهم مجرى الدم في العروق، قال: قد أجريتك، قال: لا يولد لهم واحد إلا ولد لي اثنان، وأراهم ولا يروني، وأتصور لهم في كل صورة شئت، فقال: قد أعطيتك، قال: يا رب زدني قال: قد جعلت لك ولذريتك صدورهم أوطانا، قال:
رب حسبي، قال إبليس عند ذلك (فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين. ثم لاتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين).
(5) - علل الشرايع: عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن جنة آدم، فقال: جنة من جنان الدنيا يطلع عليها الشمس والقمر، ولو كانت من جنان الخلد ما خرج منها أبدا.