قد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لو لم ابعث لبعث عمر، فقال (عليه السلام): كتاب الله أصدق من هذا الحديث، يقول الله في كتابه (وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح) فقد طرفة عين فكيف يبعث بالنبوة من أشرك وكان أكثر أيامه مع الشرك بالله، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): نبئت وآدم بين الروح والجسد. فقال يحيى بن أكثم: وقد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: ما احتبس الوحي عني قط الا طننته قد نزل على آل الخطاب، فقال (عليه السلام): وهذا محال أيضا لأنه لا يجوز أن يشك النبي (صلى الله عليه وآله) في نبوته.
قال الله تعالى: (الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس) فكيف يمكن أن تنتقل النبوة ممن اصطفاه الله تعالى إلى من أشرك به. قال يحيى بن أكثم: روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: لو نزل العذاب لما نجا منه إلا عمر، فقال (عليه السلام): وهذا محال أيضا إن الله تعالى يقول: (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) فأخبر سبحانه أن لا يعذب أحدا ما دام فيهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما داموا يستغفرون الله تعالى.
(4) - عيون أخبار الرضا: البزنطي قال: قرأت كتاب أبي الحسن الرضا إلى أبي جعفر (عليه السلام) يا أبا جعفر بلغني أن الموالي إذا ركبت أخر جوك من الباب الصغير، وإنما ذلك من بخل بهم لئلا ينال منك أحد خيرا فأسألك بحقي عليك لا يكن مدخلك ومخرجك إلا من الباب الكبير، وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة ثم لا يسألك أحد إلا أعطيته ومن سألك من عمو متك أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين دينارا والكثير إليك، ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين دينارا والكثير إليك، إني أريد أن يرفعك الله فأنفق ولا تخش من ذي العرش إقتارا.