بها تجارا مياسير، فدخلنا على بعضهم فأخذنا ماله، فقال: أو سارقا جئت؟ قال:
تسرق من واحد خير من أن تسرق عن المسلمين جميعا، قال له: أفتأذن لي أن أخرج إلى معاوية؟
فقال له: قد أذنت لك، قال: فأعني على سفري هذا، فقال: يا حسن أعط عمك أربعمائة درهم، فخرج عقيل وهو يقول:
سيغنيني الذي أغناك عني * ويقضي ديننا رب قريب وذكر عمرو بن علاء أن عقيلا لما سأل عطاءه من بيت المال قال له أمير المؤمنين (عليه السلام): تقيم إلى يوم الجمعة، فأقام فلما صلى أمير المؤمنين الجمعة قال لعقيل: ما تقول فيمن خان هؤلاء أجمعين؟ قال: بئس الرجل ذاك، قال: فأنت تأمرني أن أخون هؤلاء وأعطيك.
(8) - ومن خطبة له (عليه السلام): ولقد رأيت عقيلا وقد أملق حتى استماحني من بركم صاعا. وعاودني في عشر وسق من شعيركم يقضمه جياعه، وكاد يطوي ثالث أيامه خامصا ما استطاعه، ولقد رأيت أطفاله شعث الألوان من ضرهم كأنما اشمأزت وجوههم من قرهم. فلما عاودني في قوله وكرره أصغيت إليه سمعي. فغره وظنني اوتغ ديني وأتبع ما أسره أحميت له حديدة لينزجر إذ لا يستطيع مسها ولا يصبر، ثم أدنيتها من جسمه، فضج من ألمه ضجيج دنف يئن من سقمه وكاد يسبني سفها من كظمه ولحرقه في لظى ادني له من عدمه، فقلت له: ثكلتك الثواكل يا عقيل أتئن من أذى ولا أئن من لظى.
(9) - وفي رواية عن أبي الهيثم بن التيهان وعبد الله بن أبي رافع أن طلحة والزبير جاء إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقالا: ليس كذلك كان يعطينا عمر، قال: فما كان يعطيكما رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فسكتا، قال: أليس كان رسول الله يقسم بالسوية بين المسلمين؟ قالا: نعم، قال: فسنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أولى بالاتباع عندكم أم سنة عمر؟