(.. وأيم الله لتغرقن بلدتكم حتى كأني أنظر إلى مسجدها كجؤجؤ سفينة (1) أو نعامة جاثمة) (2) - (3).
وقد صدقت الحوادث هذه النبوءة، فقد ذكر ابن أبي الحديد أن البصرة غرقت مرتين: مرة في أيام القادر بالله (4)، ومرة في أيام القائم بأمر الله (5)، غرقت بأجمعها ولم يبق منها إلا مسجدها الجامع بارزا كجؤجؤ الطائر حسب ما أخبر به أمير المؤمنين. وخربت دورها وغرق كل ما في ضمنها وهلك كثير من أهلها. وأخبار هذين الغرقين معروفة عند أهل البصرة يتناقله خلفهم عن سلفهم) (6).
وأخبر عن هلاك البصرة بالزنج، فقال مخاطبا الأحنف بن قيس بعد حرب الجمل:
(يا أحنف كأني به وقد سار بالجيش الذي لا يكون له غبار ولا لجب (7) ولا قعقعة لجم (8)