جذعة، فقال عمر: إذن يقتلك الله، قال: بل إياك يقتل. فقال أبو عبيدة:
يا معشر الأنصار إنكم أول من نصر فلا تكونوا أول من بدل وغير، فقام بشير ابن سعد والد النعمان بن بشير فقال: يا معشر الأنصار ألا إن محمدا من قريش وقومه أولى به وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر. فقال أبو بكر:
هذا عمر وأبو عبيدة بايعوا أيهما شئتم، فقالا: والله لا نتولى هذا، الأمر عليك وأنت أفضل المهاجرين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة وهي أفضل الدين، ابسط يدك. فلما بسط يده ليبايعاه سبقهما بشير بن سعد فبايعه، فناداه الحباب ابن المنذر يا بشير غفتك غفاق، أنفست على ابن عمك الأمارة؟ فقال أسيد ابن خضير رئيس الأوس لأصحابه: والله لئن لم تبايعوا ليكونن للخزرج عليكم الفضيلة أبدا، وبايعوا أبا بكر وأقبل الناس يبايعونه من كل جانب (1).
ونلاحظ في هذه القصة أن عمر هو الذي سمع بقصة السقيفة واجتماع الأنصار فيها وأخبر أبا بكر بذلك، وما دمنا نعلم أن الوحي لم ينزل عليه بذلك النبأ فلا بد أنه ترك البيت النبوي بعد أن جاء أبو بكر وأقنعه بوفاة النبي، فلماذا ترك البيت؟ ولماذا اختص أبا بكر بنبأ السقيفة؟ إلى كثير من هذه النقاط التي لا نجد لها تفسيرا معقولا أولى من أن يكون في الأمر اتفاق سابق بين أبي بكر وعمر وأبي عبيدة على خطة معينة في موضوع الخلافة، وهذا التقدير التاريخي قد نجد له شواهد عديدة تجيز لنا افتراضه.
(الأول) تخصيص عمر لأبي بكر بنبأ السقيفة كما سبق، وإصراره على استدعائه بعد اعتذاره بأنه مشغول حتى أشار إلى الغرض ولمح إليه، خرج