إلا ضربته بسيفي) (1).
والتفت الأنظار إلى مصدر الصوت ليعرفوا القائل، فوجدوا عمر بن الخطاب قد وقف خطيبا بين الناس وهو يجلجل برأيه في شدة لا تقبل نزاعا وشاعت الحياة في الناس من جديد فتكلموا وتحدثوا في كلام عمر والتف بعضهم حوله.
وأكبر الظن أن قوله وقع من أكثرهم موقع الاستغراب والتكذيب، وحاول جماعة منهم أن يجادلوه في رأيه ولكنه بقي شديدا في قوله ثابتا عليه والناس يتكاثرون حوله ويتكلمون في شأنه ويعجبون لحاله حتى جاء أبو بكر، وكان حين توفي النبي في منزله بالسنح، والتفت إلى الناس وقال:
(من كان يعبد محمدا فإنه قد مات، ومن كان يعبد الله فإنه حي لا يموت.
قال الله تعالى: (إنك ميت وإنهم ميتون) (2) وقال: (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) (3)، ولما سمع عمر ذلك أذعن واعترف بموت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: (كأني سمعتها - يعني الآية - (الان) (4).
ونحن لا نرى في هذه القصة ما يراه كثير من الباحثين من أن الخليفة كان بطل ذلك ا لظرف العجيب، والرجل الذي تهيأت له معدات الخلافة بحكم موقفه من رأي عمر، لأن المسألة ليست والأهمية بهذا الحد ولم