الشيخ حسين له ولأخيه من تقديمه إياه بالذكر على أخيه قال: فقد أجزت لولدي بهاء الدين محمد وأبي رجب عبد الصمد حفظهم الله تعالى بعد أن قرأ علي ولدي الأكبر جملة كافية جميلة من العلوم العقلية والنقلية. إلخ.
وكذلك تقديم مشايخ الإجازة ذكر الشيخ البهائي مهما ذكروه وأخاه في إجازاتهم والاستدلال بمثل هذه كان خيرا له من أساطيره التي تحذلق بها.
ونحن في هذا المقام نضرب صفحا عن كل ما هو من هذا القبيل في صفحات كتابه التي شوه بها سمعة التاريخ، والذي يهمنا الآن التعرض لما تورط به من التجري على علماء الدين وأساطين المذهب، وهو لا يزال يحاول ذلك في حله وترحاله، غير أنه حسب إنه وجد فسحة لإبانة ما يدور في خلده على لسان شيخنا بهاء الملة والدين، وإن كان خاب في ذلك وفشل، قال ما معناه: أما الإشارات التي توجد للبهائي في مثنوية (نان وحلوا) في حق المتشرعين المرائين فلم يرد بها السيد الداماد وإنما أراد بها الفقهاء القشريين الجامدين، المعجبين بالظواهر، المنكرين للتصوف والذوق، أمثال المولى أحمد الأردبيلي، وكانوا كثيرين في عصره، وكان على الضد منهم السيد الداماد الذي كان حكيما مفكرا ولم يكن فيه شئ مما ذكر. 1 ه.
كبرت كلمة تخرج من أفواهم، وإني لمستعظم جهل هذا الرجل المركب، فإنه لا يعرف شيئا ولا يدري إنه لا يعرف، فطفق يقع في عمد المذهب حسبان إنه علم ما فاتهم، وحفظ ما أضاعوه، فذكر عداد مثل المحقق الأردبيلي في القشريين والفقهاء الظاهرية، وهو ذلك الانسان الكامل، في علمه ودينه، في آرائه الناضجة وأفكاره العميقة، في نفسياته الكريمة وملكاته الفاضلة، في دعوته الإلهية وخدماته للمذهب الحق، في عرفانه الصحيح وحكمته البالغة، وقصارى القول: إنه جماع الفضائل، ومختبأ المآثر كلها، ضع يدك على أي من المناقب تجده شاهد صدق على شموخ رتبته، وهاتفا بسمو مقامه، وتأليفاته الجليلة هي البرهنة الصادقة لعلو كعبه في العلوم كلها معقولها ومنقولها، والمأثور من غرائزه الكريمة أدلاء حق على تقدمه في المحاسن ومحامد الشيم نفسية وكسبية، وإنك لا تجد إنسانا يشك في شئ من ذلك بالرغم