وفي مشكاة المصابيح ص 557 من طريق أحمد عن البراء بن عازب وزبد، وتذكرة خواص الأمة ص 18 قال: قال أحمد في الفضايل: ثنا ابن نمير ثنا عبد الملك عن عطية العوفي، قال: أتيت زيد بن أرقم فقلت له: إن ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن علي (ع) يوم الغدير وأنا أحب أن أسمعه منك، فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم. فقلت: ليس عليك مني بأس. فقال: نعم كنا بالجحفة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ظهرا وهو آخذ بعضد علي بن أبي طالب فقال: أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا: بلى، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، قالها أربع مرات.
قال محمد بن إسماعيل اليمني في " الروضة الندية شرح التحفة العلوية " بعد ذكر حديث الغدير بشتى طرقه: وذكر الخطبة بطولها الفقيه العلامة الحميد المحلي في " محاسن الأزهار " بسنده إلى زيد بن أرقم، قال: أقبل النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة فأمر بالدوحات فقم ما تحتهن من شوك ثم نادى الصلاة جامعة فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم شديد الحر وإن منا من يضع بعض ردائه على رأسه وبعضه على قدمه من شدة الرمضاء حتى أتينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا الظهر ثم انصرف إلينا، فقال: الحمد لله نحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا الذي لا هادي لمن ضل (1) ولا مضل لمن هدى وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله - أما بعد -: أيها الناس؟
فإنه لم يكن لنبي من العمر إلا النصف من عمر الذي قبله وإن عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة وإني شرعت في العشرين ألا وإني يوشك أن أفارقكم، ألا وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فهل بلغتكم؟ فماذا أنتم قائلون؟ فقام من كل ناحية من القوم مجيب يقولون: نشهد أنك عبد الله ورسوله قد بلغت رسالته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره، وعبدته حتى أتاك اليقين، جزاك الله خير ما جزى نبيا عن أمته، فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وتؤمنون بالكتاب كله؟
قالوا: بلى، قال: فإني أشهد أن قد صدقتكم وصدقتموني، ألا وإني فرطكم وأنتم