لم يسبقني إلى الله ورسوله أحد من الأمة، قالوا: نعم، قال: أنشدكم الله سئل رسول الله صلى الله عليه وآله عن قوله: السابقون السابقون أولئك المقربون. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أنزلها الله في الأنبياء وأوصيائهم وأنا أفضل أنبياء الله ورسله ووصيي علي بن أبي طالب أفضل الأوصياء؟ فقام نحو من سبعين بدريا جلهم من الأنصار و بقيتهم من المهاجرين منهم: أبو الهيثم بن التيهان، وخالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري، وفي المهاجرين عمار بن ياسر، فقالوا: نشهد أنا قد سمعنا رسول الله صلى الله عليه وآله قال ذلك. قال: فأنشدكم بالله؟ في قول الله: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول أولي الأمر منكم. وقوله: إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.
الآية. ثم قال: ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة. فقال الناس:
يا رسول الله؟ أخاص لبعض المؤمنين؟ أم عام لجميعهم؟ فأمر الله عز وجل رسوله أن يعلمهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وصيامهم وزكاتهم وحجهم، فنصبني بغدير خم وقال: إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لأبلغها أو يعذبني، قم يا علي؟ ثم نادى بالصلاة جامعة فصلى بهم الظهر ثم قال: أيها الناس؟ إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأولى بهم من أنفسهم، من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصره من نصره، واخذل من خذله. فقام عليه سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله؟ ولاء كماذا؟ فقال:
ولاء كولاي من كنت أولى به من نفسه، فعلي أولى به من نفسه، وأنزل الله: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. (إلى أن قال): فقام اثنا عشر رجلا من البدريين فقالوا: نشهد إنا سمعنا ذلك من رسول الله كما قلت. الحديث وهو طويل وفيه فوائد جمة.
7 * (احتجاج الصديقة فاطمة) * بنت رسول الله صلى الله عليه وآله قال شمس الدين أبو الخير الجزري الدمشقي المقري الشافعي (المترجم ص 129)