مثلك ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ومثلكم كمثل النجوم كلما غاب نجم طلع إلى يوم القيمة.
(18) اخرج الحاكم في المستدرك ص 149 عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف (في الدين) فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس ثم قال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
وأورده في الصواعق ص 150 و 234 واخرج في ص 150 اهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا هتك اهل بيتي جاء اهل الأرض من الآيات ما كانوا يوعدون.
هذا آخر ما أفاده الوالد الماجد قدس سره وسطره بقلمه الشريف وكان في رأيه المنيف ان يورد مضافا إلى ما ذكر الحديث المعروف بالثقلين فيحققه ويشرحه ويوضح وجه دلالته على لزوم اتباع العترة الطيبة في جميع الأمور الشرعية على قاطبة المسلمين ويعين مواضعها ويبين نكتها حتى يعقل بيناته العالمون ويهتدى بعلاماته الطالبون ولا تبقى للمنصف المتدبر شبهة ولا للناظر المتبصر مرية فإنه رحمه الله كثيرا ما يقول لا ينبغي لاحد من المسلمين ان يرتاب أو يشك في وجوب تباعة العترة الطاهرة وتقديم فتاويهم ورواياتهم على أقوال غيرهم وأحاديثه ولو لم يعتقد ولايتهم وخلافتهم عن النبي صلى الله عليه وآله في السياسة المدينة واستصلاح الأمور الدنيوية.
فإنه صلى الله عليه وآله قد بين هذا الامر وأوضحه وشدده وأكده في حديث الثقلين المتفق عليه بين الفريقين كما صرح به جل علماء الاسلام وقد شرح فيه وجمع بعض أحاديثه الا انه بمفاد الكريمة إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون لم ينظره الاجل وجاءه الأمد ورجع إلى ربه الغفور تغمده بغفرانه واسكنه بحبوحة جنانه ولم يوفق باكماله وتشريحه فرأيت أنه أحرى بان يصرف النظر نحو تحصيله ويوجه الفكر إلى تحقيقه تبعا لمنوياته وطلبا لمرضاته فابتدأت به مستعينا بالله تعالى