قد عرفت أن حديث الغدير من الأحاديث المتواترة، بل هو من أشهر الأحاديث المتواترة بين المسلمين، على اختلاف مذاهبهم ونحلهم، وهو مخرج في كتب أهل السنة، وأسفارهم وجوامعهم الحديثية، بطرق وأسانيد لا تحصى كثرة، حتى التجأ بعض أكابرهم، الذين ربما ناقشوا في أسانيد غيره من الأحاديث، إلى الاعتراف بتواتره، والتصريح بكثرة طرقه، وعني آخرون منهم بجمع طرقه وأسانيده، في مصنفات تخص هذا الموضوع بمفرده.
قد عرفت هذا كله في (المدخل).
ولا غرابة في ذلك، بل إن ما ذكروه قليل بالنسبة إلى شأن هذا الحديث، وبحوثهم حوله هي دون عظمته بكثير، فتلك واقعة حضرها عشرات الألوف من المسلمين، وشهدها أعلام الصحابة من الرجال والنساء.
وإن هذا الذي وصل إلينا من أخبار الغدير، وأسماء رواته من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، بعد كتم المخالفين حسدا وعنادا، والموالين خوفا وتقية، لنزر يسير، وقليل من كثير..
وفي هذا الجزء من الكتاب، نذكر أسماء طائفة من أعلام القوم، من رواة حديث الغدير ومخرجيه، مع ذكر نص روايته، أو الإشارة إلى موضعها،