من سلم منهم ونشأ أكثر ممن قتل.
" ويستحيون نساءكم " يبقونهن ويتخذونهن إماء، فضجوا إلى موسى عليه السلام وقالوا: يفترشون بناتنا وأخواتنا فأمر الله تلك البنات كلما رابهن من ذلك ريب صلين على محمد وآله الطيبين، فكان الله يرد عنهم أولئك الرجال، إما بشغل أو مرض أو زمانة أو لطف من ألطافه، فلم يفترش منهن امرأة، بل دفع الله عز وجل ذلك عنهن بصلاتهم على محمد وآله الطيبين.
ثم قال عز وجل: " وفي ذلكم " في ذلك الانجاء الذي أنجاكم منهم ربكم " بلاء " نعمة " من ربكم عظيم " كبير قال الله عز وجل يا بني إسرائيل اذكروا إذا كان البلاء يصرف عن أسلافكم ويخف بالصلاة على محمد وآله الطيبين أفما تعلمون أنكم إذا شاهدتموه وآمنتم به كانت النعمة عليكم أفضل، وفضل الله عليكم أجزل؟ (1).
49 - تفسير الإمام العسكري: إن أشرف أعمال المؤمنين في مراتبهم التي قد رتبوا فيها من الثرى إلى العرش الصلاة على محمد وآله الطيبين صلى الله عليهم، واستدعاء رحمة الله ورضوانه لشيعتهم المتقين، واللعن للمتابعين لأعدائهم المجاهرين المنافقين (2).
50 - تفسير الإمام العسكري: قوله عز وجل " والصابرون في البأساء " (3) يعني محاربة الأعداء ولا عدو يحاربه أعدى من إبليس ومردته، يهتف به ويدفعه بالصلاة على محمد وآل محمد الطيبين صلى الله عليهم أجمعين والضراء الفقر والشدة، ولا فقر أشد من فقر مؤمن يلجأ إلى التكفف من أعداء آل محمد يصبر على ذلك، ويرى ما يأخذه من مالهم مغنما يلعنهم به ويستعين بما يأخذه على تجديد ذكر ولاية الطيبين الطاهرين " وحين البأس " عند شدة القتال يذكر الله ويصلي على محمد رسول الله، وعلى علي