يا أمير المؤمنين طاعة لله عز وجل ولرسول الله صلى الله عليه وآله ولأمير المؤمنين أدام الله عزه قال: ما دعوتك والغلط من الرسول، ثم قال: سل حاجتك، فقال: أسئلك أن لا تدعوني لغير شغل، قال: لك ذلك، وغير ذلك، ثم انصرف أبو عبد الله سريعا وحمدت الله عز وجل كثيرا، ودعا أبو جعفر المنصور بالدواويج (1)، ونام ولم ينتبه إلا في نصف الليل.
فلما انتبه كنت عند رأسه جالسا فسره ذلك وقال لي: لا تخرج حتى أقضي ما فاتني من صلاتي فأحدثك بحديث، فلما قضى صلاته أقبل علي وقال لي: لما أحضرت أبا عبد الله الصادق، وهممت به ما هممت من السوء، رأيت تنينا قد حوى بذنبه جميع داري وقصري، وقد وضع شفتيه العليا في أعلاها، والسفلى في أسفلها وهو يكلمني بلسان طلق ذلق عربي مبين: يا منصور إن الله تعالى جده قد بعثني إليك وأمرني إن أنت أحدثت في أبي عبد الله الصادق عليه السلام حدثا فأنا أبتلعك ومن في دارك جميعا، فطاش عقلي وارتعدت فرائصي، واصطكت أسناني.
قال محمد بن عبد الله الإسكندري: قلت له: ليس هذا بعجيب يا أمير المؤمنين فان أبا عبد الله عليه السلام وارث علم النبي وجده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعنده من الأسماء وسار الدعوات التي لو قرأها على الليل لأنار، ولو قرأها على النهار لأظلم، ولو قرأها على الأمواج في البحر لسكنت، قال محمد: فقلت له بعد أيام: أتأذن لي يا أمير المؤمنين أن أخرج إلى زيارة أبي عبد الله الصادق عليه السلام فأجاب فلم يأب.
فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام وسلمت، وقلت له: أسألك يا مولاي بحق جدك محمد رسول الله صلى الله عليه وآله أن تعلمني الدعاء الذي كنت تقرأه عند دخولك على أبي جعفر المنصور، قال: لك ذلك.
.