أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء " (1) كذلك قال الله تعالى قد كان الرسول يوحي إليه رسل السماء فتبلغ رسل السماء إلى رسل الأرض وقد كان الكلام بين رسل أهل الأرض وبينه من غير أن يرسل بالكلام مع رسل أهل السماء.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا جبرئيل هل رأيت ربك عز وجل؟ فقال جبرئيل عليه السلام: إن ربي عز وجل لا يرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من أين تأخذ الوحي؟ قال: آخذه من إسرافيل: قال: ومن أين يأخذه إسرافيل؟
قال: يأخذه من ملك من فوقه من الروحانيين، قال: فمن أين يأخذه ذلك الملك؟
قال: يقذف في قلبه قذفا، فهذا وحي، وهو كلام الله عز وجل، وكلام الله عز وجل ليس بنحو واحد: منه ما كلم الله عز وجل به الرسل، ومنه ما قذف في قلوبهم، ومنه رؤيا يراها الرسل، ومنه وحي وتنزيل يتلى ويقرء، فهو كلام الله عز وجل.
قال علي عليه السلام: وأما قوله: " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " (2) فإنما يعني به يوم القيامة عن ثواب ربهم لمحجوبون، وقوله تعالى: " هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك " (3) يخبر محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عن المشركين والمنافقين الذين لم يستجيبوا لله ولرسوله فقال: " هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك " يعني بذلك العذاب يأتيهم في دار الدنيا كما عذب القرون الأولى، فهذا خبر يخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنهم.
ثم قال: " يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل " الآية يعني لم تكن آمنت من قبل أن تجئ هذه الآية وهذا الآية هي طلوع الشمس من مغربها، وقال في آية أخرى: " فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا " (4) يعني أرسل عليهم عذابا وكذلك إتيانه بنيانهم حيث قال: " فأتى الله بنيانهم من