[وأما ما هو متفق اللفظ مختلف المعنى قوله] (1): " واسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها " (2) وإنما عنى أهل القرية وأهل العير، وقوله تعالى:
" وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا " (3) وإنما عنى أهل القرى وقوله:
" وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة " (4) يعني أهلها.
وأما احتجاجه تعالى على الملحدين في دينه وكتابه ورسله فان الملحدين أقروا بالموت ولم يقروا بالخالق، فأقروا بأنهم لم يكونوا، ثم كانوا، قال الله تعالى: " ق * والقرآن المجيد * بل عجبوا أن جائهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شئ عجيب * أإذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد " وكقوله عز وجل:
" وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة " (5) ومثله قوله تعالى: " ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد (6) كتب عليه أنه من توليه فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير " (7).
فرد الله تعالى عليهم ما يدلهم على صفة ابتداء خلقهم وأول نشئهم " يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا " (8) فأقام سبحانه على الملحدين الدليل عليهم من أنفسهم ثم قال مخبرا لهم: " وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج * ذلك بأن الله هو الحق