ويومه، وليلة عيد الفطر، ويومها، وليلة عيد الأضحى ويومها، ومن ذلك أول ليلة من رجب [وفي رواية كل ليلة] ويوم النصف منه، وليلة النصف من شعبان وأوقات قد ذكرناها في مواضع من كتاب " مهمات في صلاح المتعبد وتتمات لمصباح المتهجد " (1).
فصل: فيما نذكره من صفات الداعي، وذكرنا بعضها في الجزء الأول من الكتاب المذكور، بروايات ووصف مأثور، ونحن نذكرها هنا جملة فنقول:
إذا أراد دعاء الرغبة يبسط راحتيه ويدعو، وإذا أراد دعاء الرهبة يجعل باطن كفيه إلى الأرض وظاهرهما إلى السماء وإذا أراد دعاء التضرع حرك أصابعه يمينا وشمالا وباطن كفيه إلى السماء وإذا أراد دعاء التبتل رفع أصبعه مرة وحطها مرة ويكون عند العبرات، وإذا أراد دعاء الابتهال رفع باطن كفيه حذاء وجهه، وإذا أراد دعاء الاستكانة جعل يديه على منكبيه.
ومن صفات الداعي أن يبدأ بتحميد الله تعالى جل جلاله والثناء عليه والصلاة على محمد وآله صلوات الله عليه وآله ثم يذكر حاجته، ومن صفات الداعي أن لا يكون قلبه غافلا ولا لاهيا، ومن صفات الداعي أن يكون طاهرا من مظالم العباد ومن صفات الداعي أن لا يكون عاذرا لظالم على ظلمه، ومن صفات الداعي أن لا يكون جبارا، ومن صفات الداعي أن يكون عند الدعاء تقيا ونيته صادقة، ومن صفات الداعي أن لا يكون داعيا في دفع مظلمة عنه وقد ظلم هو عبدا آخر بمثلها، ومن صفات الداعي أنه يجتنب الذنوب بعد دعائه حتى تقضى حاجته، ومن صفات الداعي أن يكون عند دعائه آئبا تائبا صالحا صادقا، ومن صفات الداعي أن لا يكون داعيا في قطيعة رحم ومن صفات الداعي أن لا يكون دعاء محب على حبيبه فان الحديث ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه سأل الله جل جلاله ألا يستجيب له فيه.
ومن صفات الداعي ألا يدعو على أهل العراق فاني رويت في الجزء الأول من كتاب التجمل من ترجمة محمد بن حاتم أن الله تعالى أوحى إلى إبراهيم عليه السلام أن