" وبمجدك الذي ظهر - إلى قوله - في جبل فاران " قال أما طور سينا فقد مر شرحه عند ذكر جبل حوريث، وفي التكرار دلالة على تعظيم شأنه، وساعير جبل بالحجاز يدعى جبل الشرات، كان عيسى عليه السلام يناجي الله عليه وعنده إجابة الدعاء وقيل ساعير قبة كانت مع موسى كما يقال تخت الملك كرسيه وعندها إجابة الدعاء.
وأما فاران فهو جبل كان نبينا محمد صلى الله عليه وآله يناجي الله تعالى عليه، وهو قريب من مكة وقال الطبرسي في الاحتجاج: بين فاران وبين مكة يومان وطلعة الله تعالى في ساعير وظهوره في جبل فاران عبارة عن ظهور وحيه وأمره، وبروز إرادته واقتداره.
قال الشهرستاني صاحب الملل والنحل: قد ورد في التوراة أنه تعالى جاء من طور سيناء وظهر على ساعير وعلن بفاران، ولما كانت الاسرار الإلهية والأنوار الربانية في الوحي والتنزيل والمناجاة والتأويل على مراتب ثلاثة مبدء ووسط وكمال والمجئ أشبه بالمبدء، والظهور بالوسط، والاعلان بالكمال، عبر عن طلوع شريعة التوراة بالمجئ من طور سيناء، وعن طلوع شريعة عيسى بالظهور على ساعير، وعن البلوغ إلى درجة الكمال والاستواء وهي شريعة المصطفى صلى الله عليه وآله بالاعلان على فاران.
" بربوات المقدسين - إلى قوله - المسبحين " قال: الربوات مواضع نزول الوحي على موسى عليه السلام، ومن قال: إن الربوات بنو إسرائيل فليس بشئ وهي جمع ربوة مثلثة الراء، وهي ما ارتفع من الأرض وكذا الرابية، وفي الحديث: الفردوس ربوة الجنة أي أرفعها، وكل شئ زاد وارتفع فقد ربا يربو فهو راب، والجنود هي الأعوان والملائكة مشتقة من الألوكة وهي الرسالة، والصافين أي تصف صفوفا في السماء أو تصف أقدامها في السماء كما تصف المؤمنون أو أجنحتها في الهواء منتظرين أمر الله، أو أجنحتها حول العرش، قيل: ولما نزل قوله تعالى: " وإنا لنحن