وفي الحادية والسبعين: طلب الثواب بالمخادعة يورث الحرمان، وحسن العمل يقرب مني، أرأيتم لو أن رجلا أحضر سيفا لا نصل له أو قوسا لا سهم له أكان يردع عدوه وكذلك التوحيد لا يتم إلا يتم إلا بالعمل، وإطعام الطعام لرضاي، سبحان خالق النور.
وفي الرابعة والثمانين: مولج الليل في النهار ومغيب النور في الظلمة ومذل العزيز ومعز الذليل وأنا الملك الاعلى، معشر الصديقين كيف مساعدتكم أنفسكم على الضحك وأيامكم تفني والموت بكم نازل وتموتون وترعى الدود في أجسادكم وتنساكم الأهلون والأقرباء، سبحان خالق النور.
وفي المائة: من فزع نفسه بالموت هانت عليه الدنيا، ومن أكثر الهم والأباطيل اقتحم عليه الموت من حيث لا يشعر، إن الله لا يدع شابا لشبابه ولا شيخا لكبره، إذا قربت آجالكم توفتكم رسلي وهم لا يفرطون فالويل لمن توفته رسلي وهو على الفواحش لم يدعها، والويل كل الويل لمن تتبع عورات المخلوقين، و الويل كل الويل لمن كان لاحد قبله تبعة خردلة حتى يؤديها من حسناته. والليل إذا؟؟ أظلم والصبح إذا استنار (1) والسماء الرفيعة والسحاب المسخر ليخرجن المظالم ولتؤدي كائنة ما كانت من حسناتكم أو من سيئات المظلوم تجعل على سيئاتكم والسعيد من أخذ كتابه بيمينه وانصرف إلى أهله مضيئ الوجه، والشقي من أخذ كتابه بشماله ومن وراء ظهره وانصرف إلى أهله باسر الوجه بسرا، قد شحب لونه وورمت قدماه، وخرج لسانه دالعا على صدره (2) وغلظ شعره فصار في النار