بالمعاصي وأسرها من المخلوقين، لم يقدر على إسرارها مني، قد أوفيتكم ما وعدتكم من طيبات الرزق ونبات البر وطير السماء ومن جميع الثمرات، ورزقتكم ما لم تحتسبوا وذلك كله على الذنوب معشر الصوام، بشر الصائمين بمرتبة الفائزين وقد أنزلت على أهل التوراة بما أنزلت عليكم، داود! سوف تحرف كتبي ويفترى علي كذبا فمن صدق بكتبي ورسلي فقد أنجح وأفلح وأنا العزيز الحكيم. سبحان خالق النور.
وفي السورة السابعة والستين: ابن آدم جعلت لكم الدنيا دلائل على الآخرة وإن الرجل منكم يستأجر الرجل فيطلب حسابه فترعد فرائصه من أجل ذلك وليس يخاف عقوبة النار وأنتم مكثرون التمرد وتجعلون المعاصي في الظلم الدجى إن الظلام لا يستركم علي بل استخفيتم على الآدميين وتهاونتم بي، ولو أمرت فطرات الأرض تبتلعكم فتجعلكم نكالا (1) ولكن جدت عليكم بالاحسان فان استغفرتموني تجدوني غفارا، فان تعصوني اتكالا على رحمتي فقد يجب أن يتقى من يتوكل عليه، سبحان خالق النور.
وفي الثامنة والستين: ابن آدم لما رزقتكم اللسان وأطلقت لكم الأوصال (2) ورزقتكم الأموال. جعلتم الأوصال كلها عونا على المعاصي كأنكم بي تغترون و بعقوبتي تتلاعبون، ومن أجرم الذنوب وأعجبه حسنه فلينظر الأرض كيف لعبت بالوجوه في القبور وتجعلها رميما، إنما الجمال جمال من عوفي من النار. وإذا فرغتم من المعاصي رجعتم إلي أحسبتم أني خلقتكم عبثا إني إنما جعلت الدنيا رديف الآخرة، فسددوا وقاربوا واذكروا رحلة الدنيا وارجوا ثوابي، وخافوا عقابي واذكروا صولة الزبانية وضيق المسلك في النار وغم أبواب جهنم وبرد الزمهرير، ازجروا أنفسكم حتى تنزجر، وارضوها باليسير من العمل. سبحان خالق النور.