مطاياه إلى دار الثواب والعقاب والجزاء والحساب.
فرحم الله امرءا راقب ربه، وتنكب ذنبه (1) وكابر هواه، وكذب مناه، امرء أزم نفسه من التقوى بزمام، وألجمها من خشية ربها بلجام، فقادها إلى الطاعة بزمامها، وقدعها عن المعصية بلجامها (2) رافعا إلى المعاد طرفه (3) متوقعا في كل أوان حتفه (4) دايم الفكر، طويل السهر، عزوفا عن الدنيا، سأما كدوحا لاخرته متحافظا (5) امرءا جعل الصبر مطية نجاته، والتقوى عدة وفاته، ودواء أجوائه فاعتبر وقاس، وترك الدنيا والناس، يتعلم للتفقه والسداد، وقد وقر قلبه ذكر المعاد وطوى مهاده (6) وهجر وساده، منتصبا على أطرافه، داخلا في أعطافه، خاشعا لله عز وجل، يراوح بين الوجه والكفين (7) خشوع في السر لربه، لدمعه صبيب ولقلبه وجيب (8) شديدة أسباله، ترتعد من خوف الله جل ذكره أوصاله (9) قد عظمت