ابن زياد الصيقل، عن فضيل بن يسار قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إن أشد العبادة الورع (1).
بيان: " أن أشد العبادة الورع " إذ ترك المحرمات أشق على النفس من فعل الطاعات، وأفضل الأعمال أحمزها.
6 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن ابن بزيع، عن حنان بن سدير قال: قال أبو الصباح الكناني لأبي عبد الله عليه السلام: ما نلقى من الناس فيك؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: وما الذي تلقى من الناس في؟! فقال: لا يزال يكون بيننا وبين الرجل الكلام فيقول: جعفري خبيث، فقال: يعيركم الناس بي؟ فقال له أبو الصباح: نعم، قال: فما أقل والله من يتبع جعفرا منكم، إنما أصحابي من اشتد ورعه، وعمل لخالقه، ورجا ثوابه، هؤلاء أصحابي (2).
توضيح: قال الشيخ البهائي رحمه الله: يعلم منه أنه لم يرتض عليه السلام ما قاله أبو الصباح، لما فيه من الخشونة وسوء الأدب " وعمل لخالقه " أي أخلص العمل لله " ورجا ثوابه " كأنه إشارة إلى أن رجاء الثواب إنما يحسن مع الورع والطاعة، وإلا فهو غرور كما مر، وإلى أنه مع العمل أيضا لا ينبغي اليقين بالثواب لكثرة آفات العمل، ويمكن أن يكون ما ذكره عليه السلام إيماء إلى أن ما تسمعون من المخالفين إنما هو لعدم الطاعة إما بترك الطاعات والأعمال الرضية أو لترك ما أمرتكم به من التقية.
7 - أمالي الطوسي: بالاسناد المتقدم، عن حنان، عن أبي سارة الغزال، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله عز وجل: ابن آدم اجتنب ما حرمت عليك تكن من أورع الناس (3).
بيان: كأن الأورع بالنسبة إلى من يجتنب المكروهات ويأتي بالسنن، ويجترئ على المحارم وترك الطاعات كما هو الشايع بين الناس أو هو تعريض بأرباب البدع