عليا وأتولاه، ثم لا يكون مع ذلك فعالا؟ فلو قال: إني أحب رسول الله صلى الله عليه وآله فرسول الله صلى الله عليه وآله خير من علي عليه السلام ثم لا يتبع سيرته، ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة أحب العباد إلى الله عز وجل [وأكرمهم عليه] أتقاهم وأعملهم بطاعته.
يا جابر فوالله ما يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة، وما معنا براءة من النار، ولا على الله لاحد من حجة، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي، ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو، ولا تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع (1).
أمالي الصدوق: عن ابن الوليد، عن البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر مثله (2).
أمالي الطوسي: عن المفيد، عن ابن أبي حميد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن يونس بن عبد الرحمان، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن جابر الجعفي مثله (3).
مشكاة الأنوار: مرسلا مثله (4).
تبيان: " من ينتحل التشيع " أي يدعيه من غير أن يتصف به، وفي غير كا " انتحل " في القاموس انتحله وتنحله ادعاه لنفسه وهو لغيره " وما كانوا يعرفون " على بناء المجهول والضمير راجع إلى الشيعة أو إلى خيار العباد أي كان في زمن النبي وأمير المؤمنين وسائر الأئمة الماضين صلوات الله عليهم يعرفون الشيعة بتلك الصفات فمن لم يكن فيه تلك الخلال لم يكونوا يعدونهم من الشيعة، أو كانوا موصوفين معروفين باتصافهم بها، " إلا بالتواضع " أي بالتذلل لله عند أوامره ونواهيه ولائمة الدين بتعظيمهم وإطاعتهم، وللمؤمنين بتكريمهم وإظهار حبهم، وعدم التكبر عليهم، وحسن العشرة معهم.