الشهر الحرام هذا اليوم أم لا، فقال قائل منهم، لا نعلم هذا اليوم إلا من الشهر - الحرام، ولا نرى أن تستحلوه لطمع أشفيتم عليه، فشدوا على ابن الحضرمي فقتلوه وغنموا عيره، فبلغ ذلك كفار قريش فركب وفدهم حتى قدموا على النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: أيحل القتال في الشهر الحرام؟ فأنزل الله تعالى " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه الآية (1) - " ويظهر من هذا الخبر كما ورد في بعض السير، أيضا أنهم إنما فعلوا ذلك بعد رؤية هلال رجب وعلمهم بكونه منه، واستشهاده عليه السلام بأن الصحابة حكموا بعد رؤية الهلال بدخول رجب، فالليل سابق على النهار ومحسوب مع اليوم الذي بعده يوما، وما سبق من تقدم خلق النهار على الليل لا ينافي ذلك كما لا يخفى.
الفائدة الرابعة: اعلم أنهم يقسمون كلا من اليوم الحقيقي واليوم الوسطي إلى أربعة وعشرين قسما متساوية يسمونها بالساعات المستوية والمعتدلة، وأقسام اليوم الحقيقي تسمى بالحقيقية، والوسطي بالوسطية وقد يقسمون كلا من الليل والنهار في أي وقت كان باثنتي عشرة ساعة متساوية، ويسمونها بالساعات المعوجة لاختلاف مقاديرها باختلاف الأيام طولا وقصرا بخلاف المستوية فإنها تختلف أعدادها ولا تختلف مقاديرها، والمعوجة بعكسها، وتسمى المعوجة بالساعات الزمانية أيضا لأنها نصف سدس زمان النهار أو زمان الليل، وكثير من الاخبار مبنية على هذا الاصطلاح كما أو مأنا إليه، والساعتان تستويان في خط الاستواء أبدا، وعند حلول الشمس أحد الاعتدالين في سائر الآفاق. وقد تطلق الساعة في الاخبار على مقدار من أجزاء الليل والنهار مختص بحكم معين أو صفة مخصوصة، كساعة ما بين طلوع الفجر والشمس، وساعة الزوال، والساعة بعد العصر وساعة آخر الليل، وأشباه ذلك، بل على مقدار من الزمان وإن لم يكن من أجزاء الليل والنهار كالساعة التي تطلع على يوم القيامة، كما أن اليوم قد يطلق على مقدار من الزمان مخصوص بواقعة أو حكم كيوم القيامة ويوم حنين، وقال