ولا شرك، ولا عبدة أصنام، ولا أوثان، ولا اللات والعزى، ولا عبدة الشمس والقمر، ولا النجوم، ولا النار ولا الحجارة، وإنما قوله " ليظهره على الدين كله " في هذا اليوم وهذا المهدي وهذه الرجعة، وهو قوله " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله " (1).
فقال المفضل: أشهد أنكم من علم الله علمتم، وبسلطانه وبقدرته قدرتم وبحكمه نطقتم، وبأمره تعملون.
ثم قال الصادق عليه السلام: ثم يعود المهدي عليه السلام إلى الكوفة، وتمطر السماء بها جرادا من ذهب، كما أمطره الله في بني إسرائيل على أيوب، ويقسم على أصحابه كنوز الأرض من تبرها ولجينها وجوهرها.
قال المفضل: يا مولاي من مات من شيعتكم وعليه دين لإخوانه ولأضداده كيف يكون؟ قال الصادق عليه السلام: أول ما يبتدئ المهدي عليه السلام أن ينادي في جميع العالم: ألا من له عند أحد من شيعتنا دين فليذكره حتى يرد الثومة والخردلة فضلا عن القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والأملاك فيوفيه إياه.
قال المفضل: يا مولاي ثم ماذا يكون؟ قال: يأتي القائم عليه السلام بعد أن يطأ شرق الأرض وغربها، الكوفة ومسجدها، ويهدم المسجد الذي بناه يزيد بن معاوية لعنه الله لما قتل الحسين بن علي عليه السلام، و [هو] مسجد ليس لله ملعون ملعون من بناه.
قال المفضل: يا مولاي فكم تكون مدة ملكه عليه السلام؟ فقال: قال الله عز وجل " فمنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ " (2) والمجذوذ المقطوع أي عطاء غير مقطوع عنهم، بل هو دائم أبدا، وملك