لاثبات هذا المهم المسطور، لما قصر شأنه من الجرادة والكراع، فعسى أن يكون سببا للقرب إلى حضرته، ولو بشبر، فيقرب إلى المتقرب إليه بباع، أو ألف ذراع.
فاستخرت الله تعالى وشرعت في المقصود مع قلة الأسباب، وألحقت بمن أدرك فيض حضوره الشريف من وقف على معجزة منه عليه السلام أو أثر يدل على وجوده المقدس الذي هو من أكبر الآيات وأعظم المعاجز، لاتحاد الغرض ووحدة المقصود، ثم ما رأيته في كتب أصحابنا فنشير إلى مأخذه ومؤلفه، وما سمعته فلا أنقل منه إلا ما تلقيته من العلماء الراسخين، ونواميس الشرع المبين، أو من الصلحاء الثقات الذين بلغوا من الزهد والتقوى والسداد محلا لا يحتمل فيهم عادة تعمد الكذب والخطأ، بل سمعنا أو رأينا من بعضهم من الكرامات ما تنبئ عن علو مقامهم عند السادات، وقد كنا ذكرنا جملة من ذلك متفرقا في كتابنا دار السلام ونذكر هنا ما فيه وما عثرنا عليه بعد تأليفه وسميته جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة عليه السلام أو معجزته في الغيبة الكبرى، ولم نذكر ما هو موجود في البحار، حذرا من التطويل والتكرار، وها نحن نشرع في المرام، بعون الله الملك العلام، وإعانة السادات الكرام، عليهم آلاف التحية والسلام.
الحكاية الأولى حدث السيد المعظم المبجل، بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني النجفي النيلي المعاصر للشهيد الأول في كتاب الغيبة عن الشيخ العالم الكامل القدوة المقرئ الحافظ، المحمود الحاج المعتمر شمس الحق والدين محمد بن قارون قال: دعيت إلى امرأة فأتيتها وأنا أعلم أنها مؤمنة من أهل الخير والصلاح فزوجها أهلها من محمود الفارسي المعروف بأخي بكر، ويقال له ولأقاربه: