المراد بالإمام هنا الذي هو آخر من يموت: الحسين عليه السلام (1). لأن الحجة تقوم على الخلق بمنذر أو هاد في الجملة دون المشار إليه صلى الله عليه وآله (2) على ما ورد عنهم صلوات الله عليهم فيما تقدم من أن الحسين بن علي عليهما السلام هو الذي يغسل المهدي ويحكم بعده في الدنيا ما شاء الله، ويجب على من يقر لآل محمد صلى الله عليه وعليهم بالإمامة وفرض الطاعة، أن يسلم إليهم فيما يقولون، ولا يرد شيئا من حديثهم المروي عنهم إذا لم يخالف الكتاب والسنة.
21 - محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، عن علي بن أحمد بن موسى الدقاق، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قلت للصادق عليه السلام: يا ابن رسول الله سمعت من أبيك أنه قال: يكون بعد القائم عليه السلام اثنا عشر إماما، فقال: قد قال " اثنا عشر مهديا " ولم يقل " اثنا عشر إماما " ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا.
اعلم هداك الله بهداه أن علم آل محمد ليس فيه اختلاف، بل بعضه يصدق بعضا وقد روينا أحاديث عنهم صلوات الله عليهم جمة في رجعة الأئمة الاثني عشر فكأنه عليه السلام عرف من السائل الضعف عن احتمال هذا العلم الخاص الذي خص الله سبحانه من شاء من خاصته، وتكرم به على من أراد من بريته، كما قال سبحانه وتعالى " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم " (3) فأوله بتأويل حسن بحيث لا يصعب عليه فينكر قلبه فيكفر.
فقد روي في الحديث عنهم عليهم السلام: ما كل ما يعلم يقال، ولا كل ما يقال حان وقته، ولا كل ما حان وقته حضر أهله، وروي أيضا: لا تقولوا الجبت والطاغوت وتقولوا الرجعة، فان قالوا: قد كنتم تقولون؟ قولوا الآن لا نقول، وهذا من باب