أحدهما معلوم أنه لم يرده لبطلانه في نفسه كالمعتق (1) والمالك والجار والصهر والخلف والامام إذا عدا من أقسام المولى، والآخر أنه لم يرده من حيث لم يكن فيه فائدة وكان ظاهرا شائعا وهو ابن العم، والقسم الثالث الذي يعلم بالدليل أنه لم يرده هو ولاية الدين والنصرة فيه والمحبة أو ولاء العتق، والدليل على أنه صلى الله عليه وآله لم يرد ذلك أن كل أحد يعلم من دينه وجوب تولي المؤمنين ونصرتهم، وقد نطق الكتاب به (2)، وليس يحسن أن يجمعهم على الصورة التي حكيت في تلك الحال ويعلمهم ما هم مضطرون إليه من دينه، وكذلك هم يعلمون أن ولاء العتق لبني العم قبل الشريعة وبعدها (3)، وقول ابن الخطاب في الحال - على ما تظاهرت به الرواية - لأمير المؤمنين عليه السلام " أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن " يبطل أن يكون المراد ولاء العتق، وبمثل ما ذكرناه في إبطال أن يكون المراد بالخبر ولاء العتق أو إيجاب النصرة في الدين استبعد أن يكون أراد به (4) قسم ابن العم، لاشتراك خلو الكلام عن الفائدة بينهما، فلم يبق إلا القسم الرابع الذي كان حاصلا له ويجب أن يريده، وهو الأولى بتدبير الامر وأمرهم ونهيهم انتهى (5).
أقول: أكثر المخالفين لجؤوا في دفع الاستدلال به إلى تجويز كون المراد الناصر