صلى الله عليه وآله: يا علي أنت أول المسلمين إسلاما وأنت أول المؤمنين إيمانا، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى (1).
أقول: ذكر ابن الأثير في كتاب كامل التواريخ نحوا مما رواه ابن بطريق عن محمد بن إسحاق، وروى السيد بن طاوس أكثر ما رواه ابن بطريق في كتاب الطرائف ثم قال: وقد صنف القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي التنوخي وهو من أعيان رجالهم كتابا سماه " ذكر الروايات عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لأمير المؤمنين عليه السلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وبيان طرقها واختلاف وجوهها " رأيت هذا الكتاب من نسخة نحو ثلاثين ورقة عتيقة، عليها رواية، تاريخ الرواية سنة خمس وأربعين وأربع مائة، وروى التنوخي حديث النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " عن عمر بن الخطاب وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وجابر بن عبد الله الأنصاري وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وجابر بن سمرة ومالك بن حويرث والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وأبي رافع مولى رسول الله وعبد الله بن أبي أوفى وأخيه زيد بن أبي سريحة وحذيفة بن أسيد وأنس بن مالك وأبي بريدة الأسلمي وأبي أيوب الأنصاري وعقيل بن أبي طالب وحبشي بن جنادة السلولي ومعاوية بن أبي سفيان وأم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله وأسماء بنت عميس وسعيد بن المسيب ومحمد بن علي بن الحسين عليهم السلام وحبيب بن أبي ثابت و فاطمة بنت علي عليه السلام وشرحبيل بن سعد، قال التنوخي: كلهم عن النبي صلى الله عليه وآله ثم شرح الروايات بأسانيدها وطرقها (2).
وقد ذكر الحاكم أبو نصر الحربي في كتاب " التحقيق لما احتج به أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى " وهذا الحاكم المذكور من أعيان الأربعة المذاهب، وقد كان أدرك حياة أبي العباس ابن عقدة الحافظ، وكان وفاة ابن عقدة سنة ثلاث وثلاثين وثلاث مائة، فذكر أنه روى قول النبي في علي عليه السلام " أنت مني بمنزلة هارون من موسى " عن خلق كثير