والمتشابهات التي لا يعلمها إلا الله والراسخون في العلم، ويمكن أن يقال على وجه الاحتمال: أن أسماءه تعالى منها ما يدل على الذات ومنها ما يدل على صفات الذات، ومنها ما يدل على التنزيه، ومنها ما يدل على صفات الفعل، فالله يدل على الذات، والحمد على ما يستحق عليه الحمد من الصفات الكمالية الذاتية، وسبحان على الصفات التنزيهية، وتبارك لكونه من البركة والنماء على صفات الفعل، أو تبارك على صفات الذات لكونه من البروك والثبات، والحمد على صفات الفعل لكونه على النعم الاختيارية.
ويتشعب منها أربعة لأنه يتشعب من اسم الذات ما يدل على توحيده وعدم التكثير فيه، ولذا بدأ الله تعالى به بعد " الله " فقال: " قل هو الله أحد " ويتشعب من الاحد الصمد، لان كونه غنيا عما سواه وكون ما سواه محتاجا إليه من لوازم أحديته وتفرده بذلك، ولذا ثني به في سورة التوحيد بعد ذكر الاحد.
وأما صفات الذات فيتشعب أولا منها القدير، ولما كانت من القدرة الكاملة يستلزم العلم الكامل تشعب منه العليم، وسائر صفات الذات ترجع إليهما عند التحقيق، ويحتمل العكس أيضا بأن يقال: يتشعب القدرة من العلم كما لا يخفى على المتأمل.
وأما ما يدل على التنزيه فيتشعب منها أولا السبوح الدال على تنزيه الذات ثم القدوس الدال على تنزيه الصفات.
وأما صفات الفعل فيتشعب منها أولا الخالق، ولما كان الخلق مستلزما للرزق أو التربية تشعب منه ثانيا الرازق أو الرب ولما كانت تلك الصفات الكمالية دعت إلى بعثة الأنبياء ونصب الحجج عليهم السلام * فبيت النور الذي هو بيت الإمامة كما بين في آية النور مبنية على تلك القوائم، أو أنه تعالى لما حلاهم بصفاته وجعلهم مظهر آيات جلاله وعبر عنهم بأسمائه وكلماته فهم متخلقون بأخلاق الرحمان، وبيت نورهم وكمالهم مبني على تلك الأركان، وبسط القول فيه يفضي إلى ما لا تقبله العقول والأذهان ولا يجرى في تحريره الأقلام بالبنان، فهذا جملة مما خطر بالبال في حل هذه الرواية، والله ولي التوفيق والهداية.