بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٥٤١
عليه وآله بهم وبقتاله عليه السلام معهم.
كأنهم لم يسمعوا الله سبحانه يقول: [تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين] (1). الظاهر رجوع ضمير الجمع (2) إلى الخلفاء الثلاثة لا إلى الطوائف - كما توهم (3) - إذا الغرض من الخطبة ذكر هم لا الطوائف، وهو المناسب لما بعد الآية، لا سيما ضمير الجمع في سمعوها ووعوها (4). والغرض تشبيههم في الاعراض عن الآخرة والاقبال على الدنيا وزخارفها للأغراض الفاسدة بمن أعرض عن نعيم الآخرة لعدم سماع الآية وشرائط الفوز بثوابها، والمشار إليها في الآية هي الجنة، والإشارة للتعظيم.. أي تلك الدار التي بلغك وصفها.
والعلو: هو التكبر (5) على عباد الله والغلبة عليهم، والاستكبار عن العبادة.
والفساد: الدعاء إلى عبادة غير الله، أو أخذ المال وقتل النفس بغير حق، أو العمل بالمعاصي والظلم على الناس، والآية لما كانت بعد قصة قارون وقبله قصة فرعون فقيل إن العلو إشارة إلى كفر فرعون، لقوله تعالى فيه (6): [علا في الأرض] (7) والفساد إلى بغي قارون لقوله تعالى: [ولا تبغ الفساد في الأرض] (8) ففي كلامه عليه السلام يحتمل كون الأول إشارة إلى

(١) القصص: ٨٣.
(٢) أي قوله عليه السلام: لم يسمعوا..
(٣) قال ابن ميثم في شرحه على نهج البلاغة ١ / ٢٦: تنبيه لأذهان الطوائف الثلاث المذكورة [أي الناكثين والقاسطين والمارقين] ومن عساه يتخيل أن الحق في سلوك مسالكهم.. إلى آخره. ونظيره في شرح ابن أبي الحديد.
(٤) في (ك): ودعوها، وهو غلط، لما سيأتي.
(٥) كما نصت عليه كتب اللغة. أنظر: مجمع البحرين ١ / ٣٠٢، والصحاح ٦ / ٢٤٣٥، وغيرهما.
(٦) لا توجد في (س): فيه.
(٧) القصص: ٤.
(٨) القصص: ٧٧.
(٥٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 536 537 538 539 540 541 542 543 544 545 546 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650