بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٩ - الصفحة ٤٠٨
أكرهه على التلفظ بكلمة الكفر مباح له ذلك (1) ولكنه لا يجب (2).
قال: وأجمعوا على أنه لا يجب عليه التكلم بكلمة الكفر، ويدل عليه وجوه:
أحدها: إنا روينا أن بلالا صبر على ذلك العذاب وكان يقول: أحد..
أحد، ولم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم بئسما صنعت، بل عظموه عليه (3)، فدل ذلك على أنه لا يجب عليه التكلم بكلمة الكفر.
وثانيها: ما روي من قصة المسيلمة (4)، التي سبق ذكرها، قال:
المرتبة الثالثة: أنه لا يجب ولا يباح بل يحرم، وهذا مثل ما أكرهه إنسان على قتل إنسان آخر أو على قطع عضو من أعضائه، فهاهنا يبقى الفعل على الحرمة الأصلية (5) انتهى.
ولا خلاف ظاهرا في أنه متى أمكن التخلص من الكذب في صورة التقية بالتورية لم يجز ارتكاب الكذب، واختلفوا فيما لو ضيق المكره الامر عليه وشرح له كل أقسام التعريضات وطلب منه أن يصرح بأنه ما أراد شيئا منها ولا أراد إلا ذلك المعين، ولم يتفطن في تلك الحال بتورية يتخلص منه (6) فالخاصة (7) وأكثر

(١) في المصدر: فها هنا يباح له و..
(٢) تفسير الفخر الرازي ٢٠ / ١٢٢ - ١٢٣.
(٣) من المصدر: بل عظمه عليه.
(٤) تفسير الفخر الرازي ٢٠ / ١٢٢، وذكر فيه قصة مسيلمة، والظاهر زيادة الألف واللام على العلم.
(٥) تفسير الفخر الرازي ٢٠ / ١٢٣.
(٦) في (ك): به، بدلا من: منه.
(٧) نصت عليه جملة مصادر من الامامية كما جاءت رواية في كتب الحديث، انظر: الكافي ٢ / ١٧٢ باب ٩٧ كتاب الايمان، المحاسن ٢٥٥ باب التقية، أمالي الشيخ الصدوق ٥٣١ حديث ٥، معاني الأخبار ٣٨٥ حديث ٢٠، أمالي الشيخ الطوسي ١ / ٢٨٧ و ٢٩٩، وسائل الشيعة ١ / ٣١٣ حديث ٣ و ٤، ١١ / ٤٥٩ باب ٢٤، و ٤٦٧ باب ٢٥ و ٢٦ و ٢٧ وما بعدها، و ١٨ / ٥ حديث ٧، بحار الأنوار ٧٥ / ٣٩٣ - ٤٤٣، ولاحظ أيضا أوائل المقالات للشيخ المفيد: ١٣٥ و ٢٤١، الهداية (لعلي بن بابويه): ٩، والقواعد والفوائد ٢ / ١٥٥، جامع الأخبار: ١١٠ باب التقية، وراجع من التفاسير: تفسير الإمام الحسن العسكري عليه السلام: ١٧٥، وتفسير العياشي ١ / ١٦٦، ٢ / ٢٧١ - ٢٧٢، تفسير القمي: ١ / ١٠٠ و ٣٩٠، تفسير ابن عباس: ٤٥ و ٢٣١، وتفسير نور الثقلين ١ / ٣٢٥ - ٣٢٧ و ٣ / ٨٨، تفسير البرهان ١ / 275 و 2 / 385، وغيرها.
(٤٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 413 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تعريف الكتاب تعريف الكتاب 1
2 مقدمة المحقق مقدمة المحقق 5
3 الباب الخامس: احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على أبي بكر وغيره في أمر البيعة 3
4 الباب السادس: منازعة أمير المؤمنين عليه السلام العباس في الميراث 67
5 الباب السابع: نوادر الاحتجاج على أبي بكر 77
6 الباب الثامن: احتجاج سلمان وأبي بن كعب وغيرهما على القوم 79
7 الباب التاسع: ما كتب أبو بكر إلى جماعة يدعوهم إلى البيعة وفيه بعض أحوال أبي قحافة 91
8 الباب العاشر: إقرار أبي بكر بفضل أمير المؤمنين وخلافته بعد الغصب 99
9 الباب الحادي عشر: نزول الآيات في أمر فدك وقصصه وجوامع الاحتجاج فيه وفيه قصة خالد وعزمه على قتل أمير المؤمنين عليه السلام بأمر المنافقين 105
10 فصل: نورد فيه خطبة خطبتها سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها احتجت بها على من غصب فدك منها 215
11 فصل: في الكلام على من يستفاد من أخبار الباب، والتنبيه على ما ينتفع به طالب الحق والصواب وهو مشتمل على فوائد الأولى: في عصمة الزهراء سلام الله عليها. 335
12 الثانية: أنها سلام الله عليها محقة في دعوى فدك 342
13 الثالثة: فدك نحلة للزهراء عليها السلام ظلمت بمنعها 346
14 الرابعة: بطلان دعوى أبي بكر من عدم توريث الأنبياء 351
15 الباب الثاني عشر: العلة التي من أجلها ترك أمير المؤمنين عليه السلام فدك لما ولي الناس 395
16 الباب الثالث عشر: علة قعوده عليه السلام عن قتال من تأمر عليه من الأوليين وقيامه إلى القتال من بغى عليه من الناكثين والقاسطين والمارقين، وعلة إمهال الله من تقدم عليه، وفيه علة قيام من قام من سائر الأئمة وقعود من قعد منهم عليهم السلام 417
17 الباب الرابع عشر: العلة التي من أجلها ترك الناس عليا عليه السلام 479
18 الباب الخامس عشر: شكاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه عمن تقدمه من المتغلبين الغاصبين والخطبة الشقشقية 497
19 شكايته من الغاصبين 549
20 حكاية ظريفة تناسب المقام 647
21 حكاية أخرى 648
22 تتميم 650