منها: وهو لفظ البخاري ومسلم والموطأ والنسائي - أن عبد الله بن محمد ابن أبي بكر أخبر عن (1) عبد الله بن عمر عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قال لها: ألم تري أن قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا على قواعد إبراهيم؟ فقلت: يا رسول الله! ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ قال: لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت. قال عبد الله: لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ما أرى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتم على قواعد إبراهيم (2).
ومن لفظ البخاري ومسلم عن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت (3): سألت النبي صلى الله عليه [وآله] عن الجدار، أمن (4) البيت هو؟ قال: نعم. قلت:
فما لهم لم يدخلوه في البيت؟ قال: إن قومك قصرت بهم النفقة. قلت: فما شأن بابه مرتفعا؟ قال: فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا، ولولا أن قومك حديث عهدهم (5) بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدار في البيت وأن ألصق بابه بالأرض (6).
ومن لفظ البخاري، عن جرير، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة - أن النبي صلى الله عليه [وآله] قال لها: يا عائشة! لولا أن قومك حديث عهد بالجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما اخرج منه، وألزقته بالأرض، وجعلت له بابين، بابا شرقيا وبابا غريبا، فبلغت به أساس إبراهيم فذلك الذي